الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصلاة على من مات مصرا على الربا ومفرطا في الحج

السؤال

فضيلة الشيخ الجليل حفظه الله تعالى، هل يجوز أن نصلي الجنازة على شخص حاله كان كالتالي: يشهد بأنه لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم عبده ورسوله ولم ينكر معلوما من الدين بالضرورة وكان يصوم رمضان ويصلي الخمس صلوات إلا إنه كان مرابيا يتعامل بالربا الفاحش مع الناس وكان لا عمل له سوى ذلك، وهو يعلم أن ذلك من أكبر الكبائر إلا إنه كان مصرا على ذلك ومات والعياذ بالله على ذلك، وكان لا يخرج زكاة ماله ولا يحج مع القدرة على ذلك بحجة أن ماله حرام فلن يقبل الله منه عبادة تقوم على المال، فهل هذا الشخص يعتبر مسلما عاصيا ويجوز الصلاة عليه ودفنه في مقابر المسلمين، فنرجو من فضيلتكم سرعة الرد؟ جزاكم الله تبارك وتعالى عنا خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن مما لا شك فيه أن التعامل بالربا والتفريط في الحج في حق المستطيع من أعظم الكبائر والعياذ بالله تعالى، لكن ما دام الشخص المذكور كما قلت كان يشهد شهادة الحق ويصلي الصلوات الخمس ويصوم رمضان ولم يعمل ما يقتضي خروجه من الدين ومات على ذلك فإنه يعتبر مسلماً عاصياً، إن شاء الله غفر له وإن شاء عاقبه بذنوبه، ويصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين، قال الله تعالى: إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء {النساء:48}، وللمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 16907، والفتوى رقم: 72087.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني