الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جواب شبهة حول بنات النبي صلى الله عليه وسلم

السؤال

ما قولكم في الادعاء بأن فاطمة رضي الله عنها كانت وحدها بنت النبي صلى الله عليه وسلم ، وأما البنات الثلاث الأخريات (زينب ورقية وأم كلثوم) فقد كن بنات خديجة رضي الله عنها من زواج سابق وهم يحتجون على ذلك بأنه لا يوجد حديث يدل على هؤلاء البنات الثلاث الأخريات ، وأيضا بأن النبي صلى الله عليه وسلم أثنى على فاطمة رضي الله عنها جدا ، كما في قوله مثلا : فاطمة سيدة نساء أهل الجنة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كون النبي صلى الله عليه وسلم له جمع من البنات حقيقة نطق بها القرآن الكريم وأكدتها السنة النبوية المنقولة عن طريق العلماء الثقات ، وأطبق عليها أهل السيرة والتاريخ، وها نحن ننقل جملة من النصوص التي تثبت ذلك ، ومن هذه النصوص:

أولا : قول الله تعالى :يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا [ سورة الأحزاب - الآية : 59].

ثانيا : روى البخاري ومسلم عن أم عطية رضي الله عنها قالت : توفيت إحدى بنات النبي صلى الله عليه وسلم فخرج فقال: " اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك إن رأيتن.....الحديث . وفي رواية مسلم : " لما ماتت زينب بنت رسول الله........الحديث.

ثالثا : روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه رأى على أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم برد حرير سيراء.

رابعا : وفي صحيح البخاري أيضا عن ابن عمر رضي الله عنهما ، وهو يتحدث عن عثمان رضي الله عنه ، قال: وأما تغيبه عن بدر فإنه كانت تحته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت مريضة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لك أجر رجل ممن شهد بدرا...." وابنته هذه هي رقية كما جاءت بذلك الرواية في مسند الإمام أحمد.

خامسا : قال ابن القيم في كتابه " زاد المعاد " : فصل في أولاده صلى الله عليه وسلم أولهم القاسم ، وبه كان يكنى ، مات طفلا ، وقيل : عاش إلى أن ركب الدابة ، وسار على النجيبة ، ثم زينب وقيل هي أسن من القاسم ، ثم رقية ، وأم كلثوم ، وفاطمة ، وقد قيل في كل واحدة منهن إنها أسن من أختيها ، وقد ذكر عن ابن عباس أن رقية أسن الثلاث ، وأم كلثوم أصغرهن .

وبعد فهذه بعض النصوص أوردناها بسب ورود هذه الشبهة وإلا فإن هذا الأمر أبين وأشهر من أن يحتاج لأن يستدل عليه .

وأما فضل فاطمة رضي الله عنها وثناء النبي صلى الله عليه وسلم عليها فلا ينكر ، ولكن لا يصح أن يستدل بذلك على عدم وجود بنات للنبي صلى الله عليه وسلم غيرها .

وبالنسبة لخديجة رضي الله عنها فقد ذكر ابن سعد في الطبقات أنها تزوجها في الجاهلية رجل يدعى أبوهالة وأنها ولدت له ولدا اسمه هند وأنها تزوجت بعده رجلا يقال له عتيق بن عابد وأنها ولدت له بنتا اسها هند أيضا ، فلم تكن واحدة من أولئك البنات الثلاث اللاتي قدمنا ذكرهن بنات لخديجة رضي الله عنها من أي من هذين الرجلين بل كن بنات لها من النبي صلى الله عليه وسلم.

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني