الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الكفار بين الوعيد والإمهال

السؤال

قال الله تعالى: فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (آل عمران:56)، فالآية تشير إلى عذاب الله الشديد للكافرين في الدنيا والآخرة، ونحن نؤمن قطعا بذلك، ولكن نحن نرى الكافرين يتقلبون في اليسر والنعم، ولا نراهم في الدنيا قبل الموت يتعذبون عذابا شديدا، فهل الآية تحمل على عذاب الله تعالى لهم في الدنيا بعد الموت، أي عذاب القبر، أفيدونا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ذكر المفسرون أن هذا العذاب الدنيوي يراد به ما يحصل لهم من القتل والصلب والسبي والجزية كذا قال القرطبي وابن الجوزى، ولا يخفى أن هذا وعيد والوعيد قد يتحقق كما حصل في كثير من العصور، وقد لا يتحقق، ويمهل الله الكفار، ويملي لهم حتى يضطرهم إلى عذاب النار في الآخرة فيهينهم بها، كما قال تعالى: وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ {إبراهيم:42}، وقال تعالى: وَمَن كَفَرَ فَلَا يَحْزُنكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ* نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ {لقمان:23-24}، وراجع للبسط في الموضوع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 26563، 47005، 60327، 76268، 32949.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني