الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفرقة قبل وجود الذرية أفضل

السؤال

أختي مخطوبة منذ حوالي سبع سنوات وفي العام الماضي تم كتب كتابها ولكن أختي انقلب وضعها وأصبحت لا تريد الشاب لبعض الأسباب.. ولكنها إذا تركته سوف تسبب خلافات كبيرة جداً جداً في العائلة لأن الشاب ابن خالها وابن عمتها.. أي أخو أبيها وأمها.... فهل يمكن أن تتركه حتى وإن كلف أمها وأباها الكثير بفقد أهلهما ومكانتهما بين الناس؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان المقصود بكتب الكتاب هو عقد النكاح الشرعي -كما هو الظاهر من سياق السؤال- فقد أصبحت هذه المرأة زوجة لابن خالها، وليس بيدها الخروج من هذا النكاح إلا بالطلاق، والطلاق بيد الزوج وليس بيد الزوجة، فإذا كان طلب المرأة الطلاق لعلمها من نفسها أنها لن ترعى حق زوجها، ولن تقيم معه حدود الله تعالى فيجوز لها طلب الطلاق بدون مقابل، أو بمقابل أن ترد إليه ما أعطاها، أو ما يتوافقان عليه، وهذا هو الذي يسمى الخلع، فإذا فعلت المرأة ذلك فيستحب للزوج أن يجيبها إلى ما طلبت، ولا ينبغي أن تثار إشكالات عائلية بسبب ذلك، لأن النفوس متغيرة، وطلب الفرقة الآن خيرٌ من وقوع ذلك في المستقبل بعد أن يكون بينهما أبناء وبنات.

ونحن بعد بيان الحكم الشرعي ندعو أخت السائلة إلى أن تتريث في اتخاذ قرارها، فإن النفوس لها إقبال وإدبار، ولها محبة ونفار، فلا ينبغي للإنسان أن يخضع للمشاعر الطارئة، بل ينبغي أن تدرس الأمر بأناة وروية، وتستخير الله تبارك وتعالى، وتستشير من له رأي من أهلها، حتى لا تندم على قرارها، فقد يكون ما شعرت به من كراهية مجرد شعور عابر يزول عن قريب، وكم من بيوت أسست على الحب وسرعان ما انهارت، وبيوت أسست على مراعاة حدود الله تعالى ولم تكن مشاعر الحب في أول الأمر ظاهرة، فجاء الله بالمودة والرأفة, فنسأل الله أن يصلح أحوالكم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني