الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحكمة من عدم رؤية الناس لربهم في الدنيا

السؤال

لماذا لا يظهر الله نفسه للبشر فيؤمنوا بالله وحده لا شريك له؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أقام الله هذه الدنيا للابتلاء والاختبار، فقال: الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ {الملك:2}، وقضى سبحانه وقدر أنه لن يراه أحد في الدنيا لأنه لو حصل ذلك لآمن كل الناس وانتفت الحكمة التي من أجلها أوجد الله الناس في هذه الحياة، وبين الله تعالى أن هذه الرؤية لا تحصل في الدنيا ولكنها تحصل للمؤمنين في الآخرة، ولذلك لما طلب موسى من ربه أن يريه نفسه قال الله له: قَالَ لَن تَرَانِي {الأعراف:143}، أي في الدنيا.

وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربه عز وجل حتى يموت. والسبب هو الابتلاء والامتحان في هذه الدنيا، ليؤمن بعض الخلق بالغيب ويكفر البعض الآخر، ومع أن الله عز وجل قد كلفنا الإيمان بالغيب ومنه الإيمان بوجوده سبحانه؛ إلا أنه أقام البراهين والأدلة الدالة على وجوده سبحانه، فالكون كله يشهد بوجود خالق عليم حكيم قدير، وأما في الآخرة فلما انتهت هذه الحكمة تكرم الله تعالى بمنح المؤمنين رؤيته ومنع الكافرين، فقال عن المؤمنين: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ* إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ {القيامة:22-23}، وقال عن الكافرين: كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ {المطففين:15}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني