الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى (إثبات الشيء نفي لضده)

السؤال

ما معنى إثبات الشيء ضد لنفيه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلعل السائل الكريم يريد معنى قول أهل المنطق (إثبات الشيء نفي لضده، أو إثبات أحد الضدين نفي للآخر)، فالضدان -عندهم- هما الأمران الوجوديان اللذان بينهما غاية المنافاة، ولا يجتمعان ولا يرتفعان إذا كانا منفردين، وذلك مثل الحركة والسكون، والحياة والموت، والوجود والعدم... ومعنى ذلك أننا إذا أثبتنا أحد الأمرين لشيء نفينا عنه ضده تلقائياً، ولو لم نذكر النفي صراحة، فإذا أثبتنا مثلاً الحياة لأحد فقد نفينا عنه الموت تلقائياً، وبالعكس إذا أثبتنا له العكس وهكذا، ونتيجة هذه القاعدة المنطقية: أننا إذا أثبتنا لله الوجود والقدم والبقاء والحياة والغنى... فقد نفينا عنه تلقائياً العدم والحدوث والموت والفناء والفقر.... قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى: فإن ثبوت أحد الضدين يستلزم نفي الآخر، فإذا علم أنه تعالى موجود واجب الوجود بنفسه وأنه قديم واجب القدم علم امتناع العدم والحدوث عليه، وعلم أنه غني عما سواه.

ومحل عدم ارتفاع الضدين معاً إذا لم يكن لهما ثالث، فقد يرتفعان إذا كان لهما ثالث كالبياض والسواد، والقيام والقعود، فإن البياض والسواد ضدان ولكنهما يرتفعان، فقد يكون الشيء أحمر مثلاً، والقيام والقعود ضدان ولأنهما يرتفعان فقد يكون الشخص مضطجعاً مثلاً.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني