الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يدرك ثواب الجماعة إذا فاتته لانشغاله بالوضوء

السؤال

من انتقض وضوؤه ثم لما عاد من الوضوء وجد أنه قد فاتته الصلاة، فهل هذا يفوته أجر صلاة الجماعة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من توضأ ثم خرج إلى الصلاة يريد أداءها في الجماعة ثم طرأ عليه ما يشغله عن الجماعة من غير تقصير، فالظاهر أن فضل الجماعة لا يفوته، ففي سنن أبي داود عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من توضأ فأحسن وضوءه ثم راح فوجد الناس قد صلوا أعطاه الله عز وجل مثل أجر من صلاها وحضرها لا ينقص ذلك من أجرهم شيئاً. والحديث صححه الألباني.

قال في عون المعبود في شرح الحديث: (لا ينقص ذلك) أي أجر المصلي وحده (من أجرهم) أي المصلين بالجماعة (شيئاً) بل لكل واحد من المصلين بالجماعة والمصلي وحده أجر كامل على حدة، وذلك لكمال فضل الله وسعة رحمته، وهذا إذا لم يكن التأخير ناشئاً عن التقصير، ولعله يعطى له بالنية أصل الثواب وبالتحسر ما فاته من المضاعفة. انتهى.

وقال السندي في شرح سنن النسائي عند هذا الحديث: ظاهره أن إدراك فضل الجماعة يتوقف على أن يسعى لها بوجهه ولا يقصر في ذلك سواء أدركها أم لا، فمن أدرك جزءا منها ولو في التشهد فهو مدرك بالأولى وليس الفضل والأجر مما يعرف بالاجتهاد فلا عبرة بقول من يخالف قوله الحديث في هذا الباب أصلاً. انتهى.

والمؤمن يثاب على مجرد النية إذا حبسه عن العمل عذر قاهر، لكن ينبغي لمن حصل معه هذا الأمر أن يبحث عن جماعة أخرى يصلي معها، فإن لم يجدها صلى وحده وهو مأجور إن شاء الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني