الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كراهة النكاح لمن لا يقدر على تكاليفه

السؤال

تقدمت للخطبة مع عقد عقدة النكاح ولم أكن مقتدرا ماليا وليس لدي إلا تكاليف الخطبة وربع المهر, وكان الاتفاق على أن يكون الزواج بعد سنة, وكان كل من يقول لي إنك كيف أقدمت على الخطبة وأنت غير مقتدر إنها مغامرة فهناك مهر وعفش وتكاليف زواج أقول له أنا متوكل على الله, وإن شاء الله سوف تفرج بعد سنة، فهل هذا يعتبر توكلا أم تواكلا؟ وجزاكم الله كل خير... ورزقني وإياكم الجنة... وأرجو منكم الدعاء لي بالخير والهداية.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل المولى الكريم أن ييسر لك كل خير، وأن يوفقك إلى إتمام هذا الزواج، وأن يرزقنا وإياك الهداية والسداد، فإن كنت قد فعلت من الأسباب ما تيسر لك، واستحضرت ما وعد الله تعالى من يريد النكاح من العون فلا يعتبر ذلك منك تواكلاً، ونوصيك بالاجتهاد في تحصيل ما قد تحتاج من تكاليف الزواج والبحث مع أهل الزوجة في السبل التي قد تيسر إتمامه، وينبغي أن لا يغيب عن أذهانكم أن يسر الزواج من أسباب بركته، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 141741، والفتوى رقم: 17288.

واعلم أن بعض أهل العلم قد نص على كراهة النكاح في حق من لم يقدر على تكاليفه، قال ابن دقيق العيد في كتابه إحكام الأحكام: واستطاعة النكاح: القدرة على مؤنة المهر والنفقة. وفيه دليل على أنه لا يؤمر به إلا القادر على ذلك، وقد قالوا: من لم يقدر عليه فالنكاح مكروه في حقه. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني