الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تتغير الأحكام والفتاوى بتغير المكان والزمان والأحوال

السؤال

أساتذتي الأفاضل المفتين مع احترامي وتقديري لكم إلا أن الإجابات على السؤال رقم 2155310 غير مقنعة ولا تماشي العصر.....فلو أتينا لموضوع أنها تخدع الخاطب، فهي ليست خداع وإنما زينة حثنا الله علينا، فهل يعقل أن يأتي الخاطب دون أن تسرح شعرها أو على الأقل تمشطه ؟؟؟!!!! وكذلك الحاجب.
وكما ذكرت سابقا أن الشافعي غير منهجه بالفتوى نظرا لاختلاف الأعراف والثقافات والعادات عند الناس....فكم أتمنى أن يرجع المفتون إلى الواقع وإلى أنفسهم ويراجعو أحاديث الرسول عليه أزكى الصلاة والتسليم ليفسروها هم كما اجتهد غيرهم وفسرها...لا إلى ما حفظوه في دراساتهم الجامعية.
ولكم جزيل الشكر والتقدير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ذكرنا في الفتاوى السابقة الأدلة وكلام أهل العلم في الموضوع المطروح، والذي نريد أن ننبه عليه هنا هو ما يتعلق بسؤالك الجديد فنقول:

النصوص الثابتة من القرآن والسنة لا تتغير ولا تتبدل ولا ينظر فيها إلى تغيرات العصر، وإلا صار الخمر والزنا ونحوهما حلالا في هذا العصر لأن ذلك اشتهر وصار من مقتضيات الحرية الشخصية وتطورات العصر عند كثيرين.؟

وأما تغيير الإمام الشافعي رحمه الله لمذهبه وتغيير غيره من أهل العلم لبعض آرائهم فليس في مثل هذه المسائل أبدا، وإنما هو في مسائل ظنية اجتهادية اختلفوا فيها مع غيرهم، واختلف فيها من قبلهم، فتغير رأي الشافعي فيها لعلمه بأدلة أخرى ووجهات نظر عند آخرين من أهل العلم الذين التقى بهم، وليس لمجرد اختلاف العصر أو المكان.

وليس لمتأخري الأمة أن ينقضوا دعائم الدين وثوابته التي قررها من قبلهم من الصحابة والتابعين وسائر الأمة المشهود لهم بالعلم والورع والديانة والعمق في فهم مراد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من النصوص المدونة فيهما، وقد جاءت الشريعة بضوابط للفهم واستخراج الأحكام، وليس الأمر متروكا للأهواء والأذواق والتشهي.

وقد أصبحت الشريعة في هذه الأزمان حمى مستباحا يتكلم في فهمها وتفسيرها الجهلة الذين لا يحسنون الطهارة والصلاة، ولا نجد هذه الجرأة للكلام في الطب ونحوه، وما ذلك إلا تصديقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بموت العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا. رواه البخاري ومسلم.

والحاصل أنه لا بد من الرجوع إلى أهل الاختصاص في كل فن، فهم أدرى به وبأصوله ومتغيراته، ولا يحتاجون إلى وصاية غيرهم ممن بهرتهم الحضارة الزائفة والترويجات المغرضة، وطريق الهداية واضحة في القرآن والسنة لمن أراد الله به الخير، ونسأل الله تعالى أن يمن عليك بذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني