الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة مقبولة إذا توفرت شروطها

السؤال

هل عندي توبة من الله أم لا، إنني فعلت ذنوبا، مثل اللواط وأنا الفاعل، وشرب الخمر، وزنيت بامرأة وزوجها ميت وأنجبت منها طفلين، والآن لا أعرف أين هم هي قالت لي إنها وضعتهم في المستشفى وحملوهم أجانب لأنني أنا مقيم بإيطاليا والآن مرت 5 سنوات على هذا الشيء، وأنا الآن أصلي وأكثر من الاستغفار وسمعت حديثا بأن الله يوم القيامة لن ينظر لمن فعل هذا الشيء ولا يزكيهم وأنا الآن خائف كثيراً من الله أن لا يغفر لي ذنوبي فأفيدوني؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

توبتك مقبولة إن شاء الله تعالى من جميع الذنوب مهما عظمت إذا توجهت إلى الله تعالى بصدق وإخلاص، وتوفرت منك جميع شروط التوبة.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الله تعالى يقول في محكم كتابه: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها. رواه مسلم.

وفي قصة الرجل الذي قتل مائة نفس ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم فقال: إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة؟ فقال: نعم، ومن يحول بينك وبين التوبة؟ انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناساً يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فقالت ملائكة الرحمة جاء تائباً مقبلاً بقلبه إلى الله، وقالت ملائكة العذاب إنه لم يعمل خيراً قط، فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم (حكما)، فقال: قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو له فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد فقبضته ملائكة الرحمة. رواه مسلم.

والحاصل أن من تاب إلى الله تعالى بإخلاص تقبل الله توبته مهما فعل من الذنوب والمعاصي، وشروط التوبة: الإقلاع عن الذنب، والندم على ما فات، والعزم على عدم العودة إليه فيما بقي من عمره، وللمزيد من الفائدة انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1106، 16907، 5450.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني