الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم سب الحيوان والسخرية منه

السؤال

قال تعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) صدق الله العظيم... أعمل فى وظيفة مدرب كلاب بوليسية وفى بعض الأحيان أنادي على الكلب فأقول له تعال إلى هنا يا كلب ومرات أخرى أقول له تعال يا حيوان فسمعني بعض الزملاء في العمل قال لي إنك تهين الحيوان بهذه الألفاظ لأنك تقولها بقصد السخرية منه كحيوان وهذا نهى الله أو الرسول عنه، فأنا على حد علمي أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن تعذيب الحيوان فإن كنت أنا في نيتي أقول هذا على سبيل الدعابة بيني وبين حيواني الذي أدربه أو على سبيل السب كما يظن زميلي هذا، فما رأي الدين فى هذا وهل سب الحيوان فيه إثم، فأفيدوني بارك الله فيكم؟ وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولاً أن ننبهك إلى أننا قد بينا من قبل حكم استخدام الكلاب البوليسية في الكشف عن الجرائم، ولك أن تراجع في ذلك الفتوى رقم: 10311، وننبه إلى أن نجاسة الكلب قد قال بها جمهور أهل العلم؛ كما ورد بيانه في الفتوى رقم: 4993.

وفيما يتعلق بموضوع سؤالك.. فالذي وقفنا عليه في الحيوان هو النهي عن تعذيبه، جاء في الحديث الشريف: لا تتخذوا شيئاً فيه الروح غرضاً. وهو حديث صحيح رواه مسلم.

وأما السخرية فقد ورد النهي عنها بالنسبة للإنسان، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ {الحجرات:11}.

وعليه؛ فلا نرى أن سب الحيوان أو السخرية منه مما يحرم، لكن المسلم ينبغي أن يعمر وقته بما يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة وأن يعود لسانه على النطق بالخير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني