الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التصنيف في التفسير عمل جليل لكنه خطير

السؤال

فهذا السؤال هام جداً وأنا أريد جوابه بسرعة، أود أن أجمع لنفسي كتابا لتفسير القرآن الكريم أجمع فيه كل ما يتعلق بالقرآن من فضائل وأنتقي فيه أيسر وأوجز تفسير وأكثره دلالة للمعنى مع أسباب النزول فما هو رأيكم في هذا العمل، وأريد تعليقا سريعا عليه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن ما تريد القيام به من تفسير للقرآن الكريم تجمع فيه فضائله وتنتقي أيسر العبارات وأوجزها وأكثرها دلالة على المعنى مع أسباب النزول... يعتبر عملاً فاضلاً، ذلك أن القرآن الكريم هو حبل الله المتين والذكر الحكيم والصراط المستقيم، من عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم.

وهذا العمل يعتبر داخلاً في تعليم القرآن الذي ورد فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: خيركم من تعلم القرآن وعلمه. رواه البخاري. وقوله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين. رواه مسلم.

ولكن ينبغي أن تعلم أن هذا الأمر خطير جداً، ولا بد له من تدقيق والتزام بصحة النقل وابتعاد عن القول بالرأي، فقد روى أبو داود والترمذي والنسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قال في القرآن برأيه وبما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار. وقال: من قال في القرآن برأيه فقد أخطأ. رواه أبو داود والنسائي.

قال ابن تيمية رحمه الله: فمن قال في القرآن برأيه، فقد تكلف ما لا علم له به، وسلك غير ما أمر به، فلو أنه أصاب المعنى في نفس الأمر لكان قد أخطأ، لأنه لم يأت الأمر من بابه، كمن حكم بين الناس على جهل فهو في النار، وإن وافق حكمه الصواب. مجموع الفتاوى (13/371).

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني