الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تعلم الخط العربي

السؤال

هل تعلم الخط العربي يثاب عليه المرء، وما النية لهذا العلم؟

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

تعلم الخط العربي عبادة يثاب عليها صاحبها إذا نوى استغلالها فيما يفيد من كتابة العلوم المفيدة والنافعة إضافة إلى نفع غيره ما أمكن.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فتعلم الخط العربي عبادة يثاب عليها فاعلها إذا استغلها فيما يفيد ككتابة العلوم الشرعية لنفسه أو لغيره كما أنه نعمة أنعم الله تعالى بها على عباده، وقد أقسم بها في قوله في كتابه الكريم، حيث قال تعالى: ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ {القلم:1}.

قال الإمام ابن كثير في تفسيره: وقوله تعالى: والقلم الظاهر أنه جنس القلم الذي يكتب به كقوله: اقرأ وربك الأكرم* الذي علم بالقلم* علم الإنسان ما لم يعلم فهو قسم منه تعالى وتنبيه لخلقه على ما أنعم به عليهم من تعليم الكتابة التي بها تنال العلوم، ولهذا قال: وما يسطرون.. قال ابن عباس ومجاهد وقتادة: يعني وما يكتبون... انتهى.

وتعلم الخط من وسائل الفضائل التي يتحلى بها الشخص، ففي مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية: وأما الأمور المميزة التي هي وسائل وأسباب إلى الفضائل مع إمكان الاستغناء عنها بغيرها فهذه مثل الكتاب الذي هو الخط والحساب فهذا إذا فقدها مع أن فضيلته في نفسه لا تتم بدونها وفقدها نقص إذا حصلها واستعان بها على كماله، وفضله كالذي يتعلم الخط فيقرأ به القرآن وكتب العلم النافعة أو يكتب للناس ما ينتفعون به كان هذا فضلاً في حقه وكمالا وإن استعان به على تحصيل ما يضره أو يضر الناس كالذي يقرأ بها كتب الضلالة ويكتب بها ما يضر الناس كالذي يزور خطوط الأمراء والقضاة والشهود كان هذا ضرراً في حقه وسيئة ومنقصة. انتهى.

فينبغي لمن يريد تعلم الخط العربي أن ينوي استغلاله فيما يفيد من كتابة العلوم النافعة وتعلمها إضافة إلى نفع غيره ما أمكن ذلك، وراجع الفتوى رقم: 62319.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني