الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شرح حديث (ما يزال البلاء بالمؤمن..)

السؤال

سؤالي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(ما يزال البلاء بالمؤمن حتى يلقى الله وليس عليه خطيئة) ما معنى هذا الحديث ؟أرجو التوضيح و بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحديث أخرجه الترمذي في سننه وقد أوضح معناه المباركفوري في تحفة الأحوذي قائلا:

(يبتلي الرجل على حسب دينه) أي مقداره ضعفا وقوة ونقصا وكمالا. قال الطيبي: الجملة بيان للجملة الأولى واللام في الرجل الاستغراق في الأجناس المتوالية فإن كان تفصيل للابتلاء وقدره في دينه صلبا بضم الصاد المهملة أي قويا شديدا وهو خبر كان واسمه ضمير راجع والجار متعلق بالخبر اشتد بلاؤه أي كمية وكيفية وإن كان في دينه رقة أي ذا رقة ويحتمل أن يكون رقة اسم كان أي ضعف ولين.

قال الطيبي: جعل الصلابة صفة له والرقة صفة لدينه مبالغة وعلى الأصل.

قال القارئ: وكان الأصل في الصلب أن يستعمل في الجثث، وفي الرقة أن تستعمل في المعاني، ويمكن أن يحمل على التفنن في العبارة انتهى. ابتلي على قدر دينه أي ببلاء هين سهل والبلاء في مقابلة النعمة فمن كانت النعمة عليه أكثر فبلاؤه أغزر فما يبرح البلاء أي ما يفارق أو ما يزال بالعبد أي الإنسان حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة كناية عن خلاصه من الذنوب فكأنه كان محبوسا ثم أطلق وخلي سبيله يمشي ما عليه بأس. انتهى

وقال المناوي فيض القدير: فما يبرح البلاء بالعبد أي الإنسان حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه من خطيئة كناية عن سلامته من الذنوب وخلاصه منها كأنه كان محبوسا فأطلق وخلي سبيله فهو يمشي وما عليه بأس، ومن ظن أن شدة البلاء هوان بالعبد فقد ذهب لبه وعمي قلبه فقد ابتلي من الأكابر ما لا يحصى. انتهى

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني