الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوثيقة السرية لانفصال الجزء الشرقي من باكستان

الوثيقة السرية لانفصال الجزء الشرقي من باكستان

في خطوة جريئة من نوعها أفرجت الحكومة العسكرية عن جزء من تقرير سري ظل في طي الكتمان ما يقارب ثلاثين عاماً ، و هو ما وصفه البعض بأنه يدخل في نطاق الشفافية التي وعد بها العسكر منذ وصولهم إلى السلطة ، و تنفيذاً لسياسة المحاسبة ومحاربة الفساد والمحسوبية التي أعلنوا عنها .
تناول التقرير حقبة زمنية سوداء في تاريخ باكستان ، إذ تضمن معلومات خطيرة تمس بعض كبار الجنرالات العسكريين والسياسيين السابقين و ذلك إبَّان الهزيمة الباكستانية في حربها مع جارتها الهند عام 1971 م ، مما أدى إلى انفصال باكستان الشرقية عن باكستان الغربية أو ما عرف بـ : " تقسيم البنغال " ، في حين أن الجنرال أمير عبد الله خان نيازي القائد العام للقوات الباكستانية في قطاع بنغلاديش أثناء الحرب كان بمقدوره الصمود لأكثر من أسبوعين قبل الاستسلام إذ إنه كان تحت قيادته ما يقارب الـ : ( 90 ) تسعين ألف جندي .
و كان رئيس الوزراء الباكستاني السابق ذو الفقار علي بوتو أمر بتشكيل لجنة من القضاة برئاسة رئيس القضاة القاضي حمود الرحمن من أجل وضع تقرير يشرح ملابسات ما جرى ، و توصل التقرير إلى تحميل العسكريين و السياسيين مسئولية الهزيمة ، و كشف عن تورط الضباط الكبار بقضايا لا أخلاقية .
التقرير نصح بمحاكمة كبار الجنرالات آنذاك بمن فيهم الرئيس يحيى خان نفسه واصفاً إياه بـ : " زير نساء " و أنه لا يكاد يفيق من سكره ، بوتو آثر أن يُبقي التحقيق طي الكتمان لاعتبارات شخصية أو لضغوطات داخلية ، غير أن التقرير قد سُرب مؤخراً إلى صحفية هندية ، وحسب ما تردد حينها فإن حزب الشعب الباكستاني الذي تتزعمه بي نظير بوتو هو المسؤول عن تسريبه .
محللون يشككون في مدى مصداقية هذا التقرير كون اللجنة المكلفة بالتحقيق مقتصرة على رجال القانون البعيدين عن الشأن العسكري و الذين يفتقدون لمعرفة قضايا معينة و محددة في هذا المضمار .
بينما يرى المراقبون أن مسؤولية تقسيم البنغال لا تقع على عاتق القيادة العسكرية فحسب ، فثمة عوامل كثيرة اجتماعية وسياسية وعسكرية واقتصادية وثقافية وجغرافية تضافرت ، و لا يمكن فصل بعضها عن الآخر ، و يتحدث هؤلاء على حزمة من الأسباب والمسببات ، على رأسها :
· إحياء القومية البنغالية وتغذيتها واختلافها عن القومية الباكستانية .
· إحياء اللغة البنغالية والحث على التمسك بها وعدم التخلي عنها .
· تجنيد عدو داخلي وخارجي يحرض على إشعال فتيل الاستقلال وينادي به .
· عدم وجود تواصل جغرافي بين الباكستان وبنغلاديش يسبب أزمة للسلطات في السيطرة و كذلك أزمة لوجستية خلال الحرب .
و كانت الحكومة البنغالية قد طالبت إسلام آباد ـ رسمياً ـ تزويدها بتقرير اللجنة كاملاً للاطلاع على ما جاء فيه ، لكن تخشى إسلام آباد من عواقب ذلك كون دكا دعت سابقاً إلى محاكمة ما وصفتهم بمجرمي الحرب خلال حرب التقسيم . . .

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة