الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من مرتكزات الثقافة الإسلامية.

من مرتكزات الثقافة الإسلامية.

من مرتكزات الثقافة الإسلامية.

إن الناظر للثقافة الإسلامية يدرك من الوهلة الأولى أنها ثقافة متوازنة وأصيلة، تنسجم مع الفطرة السليمة وتمتاز بالمرونة والواقعية؛ ولذلك عندما نُعرّف الثقافة الإسلامية تعريفاً مبسطاً نقول: هي الحصيلة العملية والفكرية الناتجة عن دراسة وفهم النصوص الشرعية وميراث الأمة من قيم وأخلاق اكتسبتها الأمة بالتجارب والحياة.

ومن المؤكد أن الثقافة الإسلامية لو أتيح لها أن تعرض على الناس من دون معوقات ، لكانت هي الأقدر على التغلغل والانتشار بين الناس من غيرها، وما ذلك إلا لسهولتها واعترافها باحتياجات الإنسان الجسدية والروحية.

ولكن العداء التقليدي للثقافة الإسلامية من الغير، ومحاولة تشويهها بشكل متعمد هو ما يجعلها تتوارى أو تتخذ مواقع غير بارزة للجميع، ولكنها مع ذلك لن تندثر أو تموت أبدا، لأنها تستمد قوتها من القرآن الكريم المحفوظ من رب العالمين ،ومن هذا الدين المتمكن من نفوس أهله، ولما كانت الثقافة الإسلامية بهذا القدر من الأهمية وهذه المكانة من الرفعة أحببت أن أذكر لك بعض مرتكزات هذه الثقافة:-

مرتكزات الثقافة الإسلامية:
1- احترام الآخر مهما كان والاعتراف بإنسانيته وحقه في الحياة (ولقد كرمنا بني آدم.....)

2- التعاون: دعت الثقافة الإسلامية للتعاون بين الناس لما فيه مصالح الأفراد والمجتمعات والبلدان ، ولما فيه تحقيق عبودية الإنسان لربه، (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)

3- إعلاء من شأن العلم والحض على طلبه واعتبار طلب العلم فريضة إسلامية كما في الحديث النبوي:- "طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة" رواه أبو داود.

بل إن المسلم يطالب بأن تكون أفعاله مبنية على العلم واليقين، " فاعلم أنه لا إله إلا الله ...." إنه الإعتقاد المبني على العلم والإقناع لا على الجهل والإكراه.

4- استشعار الرقابة الإلهية التي تقتضي الإلتزام بالعمل الصالح والقول النافع، لأن الإنسان في الثقافة الإسلامية يتعامل مع ربه الذي لا تخفى عليه خافية، ولذلك شاع في هذه الثقافة التذكير بهذا المرتكز فكلما وقع خطأ من أحد ما، قيل له:اتق الله.

5- العناية بالمرأة والتحذير من ظلمها والجناية عليها حتى أطلق على المرأة اسم " حرمة" لما لعرضها من الحرمة والصيانة،وقد ركزت الثقافة الإسلامية على أن المرأة جنس ناعمٌ تحتاج لمناصرة وحماية ، ولم يكن عبثا أن كان الإحسان إليها من آخر وصايا النبي صلى الله عليه وسلم.

6- بغض المنكرات مما يميز الثقافة الإسلامية أنها تبغض المنكر وتعزل المجاهرين به، وتعتبرهم منحطين عن مكانتهم التي لايجدونها إلا في الرفعة والسمو عن الرذائل.

وخلاصة القول:-

أن الثقافة الإسلامية تمتلك من المرتكزات والأسس ما يجعلها متقدمة على غيرها من الثقافات وإن عجزت الأمة عن حمل هذه الثقافة الآن وتصديرها لتسعد بها البشرية فإن المستقبل لها بإذن الله (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)

وتستطيع الأجيال المسلمة اليوم أن تحافظ على بهاء ثقافتها الإسلامية،

بجملة من الوسائل:

1- القراءة خاصة من كتب العلم الشرعي.

2- الانفتاح المنضبط على الثقافات الأخرى.

3- الاعتزاز بالشخصية الإسلامية المنتمية لهذا الدين انتماءً مبنياً على العلم والوعي لامجرد الوراثة والتقليد.

4- استخدام أذرع الثقافة الإسلامية استخداماً جيدا: الوحدة، الصبر، البطولة، مكارم الأخلاق..........

فهل الأجيال الجديدة قادرة على حمل هذه الأمانة ؟ نرجو ذلك.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة