الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخطاب الديني للآخرين

الخطاب الديني للآخرين

الخطاب الديني للآخرين

لقد أصبحت الكتابة عن خطابنا الديني كلأ مباحا لكل من هب ودب، وللذين لم يقرأوا كتابا في أصول هذا الخطاب ولم يعرفوا تاريخ التطور والتجديد لهذا الخطاب.

بل إن هؤلاء الذين يهرفون بما لا يعرفون في الحديث عن خطابنا الديني، خرست ألسنتهم وجفت أقلامهم عن الحديث عن الخطابات الدينية للآخرين.

لقد خرسوا عمّا جاء في العهد القديم -سفر العدد 14: 18- :"إن الرب لا يبرئ، بل يجعل ذنب الآباء على الأبناء إلى الجيل الثالث والرابع"!، بينما يقول القرآن الكريم: "ولا تزر وازرة وزر أخرى" (الأنعام164).

وخرسوا عن الفكر العنصري والدموي -الذي تجسد الآن فتاوى حاخامية وحروبا مدمرة- وذلك من مثل ما جاء في سفر التثنية 7: 1 - 3 ، 6 ، 7، 14 - 16: "سبعة شعوب دفعهم الرب إلهك أمامك وضربتهم، تحرمهم (تهلكهم) - لا تقطع لهم عهدا ولا تشفق عليهم ولا تصاهرهم؛ لأنك أنت شعب مقدس للرب إلهك، إياك قد اختار الرب إلهك لتكون له شعبا أخص من جميع الشعوب الذين على وجه الأرض، مباركا تكون فوق جميع الشعوب، وتأكل كل الشعوب الذين الرب إلهك يدفع إليك، لا تشفق عيناك عليهم"!.

كما يتجاهلون العنصرية التي تحولت -عند الآخر- إلى عقيدة دينية تقول: "إن كل غير اليهود مخلوقات شيطانية، ليس بداخلها أي شيء جيد على الإطلاق، حتى الجنين غير اليهودي يختلف نوعيا عن الجنين اليهودي، كما أن وجود غير اليهود مسألة غير جوهرية في الكون، فقد تشاكل الخلق من أجل اليهود فقط"!.

وفي الخطاب الخاص بالمرأة، يتجاهل هؤلاء المرجفون ما جاء في التلمود من أن اليهودي يصلي كل صباح صلاة شكر لله؛ لأنه لم يخلقه عبدا ولا وثنيا ولا امرأة! وأن المرأة اليهودية العائدة من حمامها الطقسي الشهري من أجل الطهارة، يجب أن تحاذر ملاقاة أحد أربعة كائنات شيطانية، أحد الأغيار أو خنزير أو كلب أو حمار، وإذا حدث وقابلت أحدهم يجب أن تعيد الاستحمام مرة أخرى!.

وكذلك يتجاهلون -في خطاب الآخر- القول بأن الرجل صورة الله ومجده، أما المرأة فهي مجد الرجل، والرجل لم يؤخذ من المرأة، بل المرأة أخذت من الرجل، والرجل لم يوجد من أجل المرأة، بل المرأة وجدت من أجل الرجل؛ لذا يجب على المرأة أن تضع على رأسها علامة الخضوع"! (رسالة بولس إلى أهل كونثوس إصحاح 11 : 7 – 11).

"ولتصمت النساء في الكنائس، فليس مسموحا لهن أن يتكلمن، بل عليهن أن يكن خاضعات على حد ما توصي به الشريعة" (المصدر السابق، إصحاح 14: 35).

وقول القديس "يونا فنتيرا" (1221 – 1274م): إذا رأيتم المرأة فلا تحسبوا أنكم شاهدتم موجودا بشريا، ولا موجودا موحشا، لأن ما ترونه هو الشيطان نفسه، وإذا تكلمت فإن ما تسمعونه هو فحيح الأفعى"!.
وما قاله القديس "توما الأكويني" (1225 – 1273م) من أن المرأة "هي الكائن المعتوه الموسوم بميسم الغباء والذي يتعين عليها أن تظل تحت الوصاية"!.

نعم، يتجاهل -ويجهل- الذين يجلدون خطابنا الديني بسياط الجهل أو الافتراء ما في الخطابات الدينية الأخرى من عجائب وعورات؛ لأن المحرك لهم هو سوء النية أولا وآخرا !!

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة