الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المقطوع والموصول في القرآن الكريم

المقطوع والموصول في القرآن الكريم

المقطوع والموصول في القرآن الكريم

من أهم المباحث التي تضمنها (علم الرسم) باب القطع والوصل، ويسمى: المقطوع والموصول.

والمراد بالمقطوع: كل كلمة مفصولة عن غيرها رسماً ولغة كـ (حيث ما). والمراد بالموصول: كل كلمة متصلة بغيرها رسماً، مفصولة عنها لغة، نحو {ويكأن} (القصص:82)، أو غير مفصولة نحو {إلياس} (الصافات:123)، والمقطوع هو الأصل والموصول فرع منه؛ لأن الشأن في كل كلمة أن تُرسم مقطوعة عن غيرها، والكلمات الموصولة ليست كذلك لاتصالها رسماً، وانفصالها لغة في بعض الأحوال، والقطع والوصل كالحذف والإثبات من خصائص الرسم العثماني المطلوب اتباعه؛ ولذا كان لا بد للقارئ من معرفة المقطوع والموصول من الكلمات القرآنية؛ ليقف على كل منها كرسمه في المصحف، كلما أراد ذلك، أو طُلب منه على سبيل الاختبار؛ لأن الوقف كالرسم من حيث القطع والوصل، كما أن الوقف تابع للرسم في الحذف والإثبات، ويترتب على هذا أنه إذا كانت الكلمتان المتلاقيتان مقطوعتين رسماً اتفاقاً، فإنه يجوز الوقف على كل منهما. وإذا كانتا موصولتين اتفاقاً فإنه لا يجوز الوقف إلا على الثانية منهما دون الأولى، وإذا كان مختلَفاً في قطعهما ووصلهما بيّن أهل الرسم، فإنه يجوز الوقف على كل منهما، اعتماداً على القول بكونهما مقطوعتين، ويجوز الوقف على الثانية منهما دون الأولى، اعتمادا على القول بأنهما موصولتان، ويستثنى من هذه القاعدة لفظ {أيا ما تدعوا} (الإسراء:110) فإنه مقطوع رسماً، ولكن لا يجوز لـ حفص الوقف فيه إلا على ما دون {أيا} خلافاً لقاعدة الوقف على المقطوع والموصول، وذلك لروايتها عنه، والنص عليها كذلك دون غيرها.

ثم إن كل كلمة قرآنية لا تخرج في الحقيقة عن كونها مقطوعة أو موصولة رسماً، وإنما عنيت كتب التجويد والقراءات والرسم ببيان المقطوع والموصول من بعض الكلمات القرآنية لما قد يكون في رسمها من حيث القطع والوصل من الغموض، الذى لا يوجد في البعض الآخر. وفي هذا المقال نذكر حكم ما نُصَّ عليه في أكثر هذه الكتب من هذه الكلمات قطعاً ووصلاً، وهي اثنتان وأربعون كلمة دون غيرها من الكلمات الظاهر حكمها من حيث القطع والوصل، ظهوراً لا يحتاج معه إلى بيان؛ اعتماداً على وضوحها من جهة، وذكاء القارئ من جهة أخرى.

هذا، ورسم بعض الكلمات بطريقة معينة يرجع إلى اختلاف القراءات، وهو ثلاثة أنواع:

النوع الأول: ما فيه قراءتان، ورسم على إحداهما، مثل: {صراط} (الفاتحة:7) {ويبسط} (البقرة:245) {المصيطرون} (الطور:37).

النوع الثاني: ما فيه قراءتان، ورُسم برسم واحد يحتمل القراءتين، مثل: {ملك يوم الدين} (الفاتحة:2) كتبت {ملك} بدون ألف، لتحتمل قراءة المد، ومثل قوله تعالى: {وما يخدعون إلا أنفسهم} (البقرة:9) فقد كتبت {وما يخدعون} بدون ألف لتحتمل القراءتين.

النوع الثالث: ما فيه قراءتان أو أكثر، ورُسم في كل مصحف حسب قراءة القطر الذي أُرسل إليه المصحف، مثل قوله تعالى: {وقالوا اتخذ الله ولدا} (البقرة:116) فقد رسمت في المصحف الشامي بلا واو {قالوا} وعلى ذلك جاءت قراءة ابن عامر. وفي بقية المصاحف بالواو.

أقسام المقطوع والموصول

تنقسم الكلمات من حيث القطع والوصل إلى ثمانية أقسام، وفق الآتي:

(القسم الأول) مقطوع دائماً باتفاق أهل الرسم، وهو خمس كلمات، وهي:

1- (حيث) مع (ما) في: {وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره} (البقرة:144، 150) موضعين بالبقرة، ولا يوجد غيرهما في القرآن.

2- (أَنْ) -بفتح الهمزة وسكون النون- مع (لم) في: {ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم} (الأنعام:131)، و{أيحسب أن لم يره أحد} (البلد:7) ولا يوجد غيرهما في القرآن.

3- (عن) الجارة مع (مَن) بفتح الميم، في: {ويصرفه عن من يشاء} (النور:43) و{فأعرض عن من تولى عن ذكرنا} (النجم:29) ولا يوجد غيرهما في القرآن.

4- (أيًّا) مع (ما) في: {أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى} (الإسراء:110).

5- (مِن) الجارة إذا لم يكن بعدها مضمر، ولا (مَن) بفتح الميم، ولا (ما) نحو: {وآتوهم من مال الله} (النور:33) و{ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها} (النساء:75) و{ومن الذين هادوا سماعون للكذب} (المائدة:41).

(القسم الثاني) موصول دائماً باتفاق أهل الرسم، وهو تسع عشرة كلمة، وهي:

1- (أما) بفتح الهمزة والميم المشددة المفتوحة أيضاً، نحو: {أما من استغنى} (عبس:5).

2- (كالوا) مع (هم)، في: {وإذا كالوهم} (المطففين:3).

3- (وزنوا) مع (هم) في: {أو وزنوهم يخسرون} (المطففين:3).

4- (لام التعريف) مع ما بعدها، نحو: {له ما في السماوات والأرض} (البقرة:116).

5- (هاء) التنبيه مع ما بعدها، نحو: {ها أنتم أولاء تحبونهم} (آل عمران:119).

6- (ياء) النداء مع ما بعدها، نحو: {يا إبراهيم أعرض عن هذا} (هود:76).

7- (وي) مع (كأن) في: {ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء} (القصص:82) و{ويكأنه لا يفلح الكافرون} (القصص:82 ).

8- (مِن) الجارة مع (مَن) بفتح الميم، نحو: {ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا} (الأنعام:21).

9- (مِن) الجارة مع (ما) الاستفهامية في: {فلينظر الإنسان مم خلق} (الطارق:5).

10- (من) الجارة مع الضمير، نحو: {منها خلقناكم وفيها نعيدكم} (طه:55).

11- (أي) مع (ما) في: {أيما الأجلين قضيت} (القصص:28).

12- (رب) مع (ما) في: {ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين} (الحجر:2).

13- (كأن) مع (ما) نحو: {كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون} (الأنفال:6).

14- (نعما) في: {إن تبدوا الصدقات فنعما هي} (البقرة:271) و{إن الله نعما يعظكم به} (النساء:58) فقط.

15- (مهما) في: {وقالوا مهما تأتنا به من آية} (الأعراف:132).

16- (إلياس) في: {وإن إلياس لمن المرسلين} (الصافات:123).

17- (إلياسين) في: {سلام على إل ياسين} (الصافات:130) لا غير في رواية حفص ومن وافقه.

18- (يوم) مع (إذ) نحو: {وجوه يومئذ ناعمة} (الغاشية:8).

19- (حين) مع (إذ) في: {وأنتم حينئذ تنظرون} (الواقعة:84).

(القسم الثالث) مختلف فيه بين أهل الرسم بين القطع، والوصل، والقطع أرجح، والوصل ضعيف جدًّا، وهو كلمة واحدة، وهي (لات) مع (حين) في: {فنادوا ولات حين مناص} (ص:3) لا غيرها في القرآن.

(القسم الرابع) مقطوع في بعض مواضعه في القرآن اتفاقاً، مختلف فيه بين أهل الرسم في بعضها الآخر، والراجح القطع، وهو كلمة واحدة وهي (أَنْ) -بفتح الهمزة وسكون النون- مع (لو) وتقطع عنها اتفاقاً في ثلاثة مواضع في القرآن، هي: {أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم} (الأعراف:100) و{أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا} (الرعد:31) و{تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب} (سبأ:14). واختلف أهل الرسم في قطعها عنها ووصلها بها في موضع واحد، والراجح القطع، وهو: {وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا} (الجن:16). ولا توجد (أن لو) في القرآن إلا في هذه المواضع الأربعة المتقدمة.

(القسم الخامس) مقطوع في بعض مواضعه في القرآن، موصول في بعضها الآخر باتفاق أهل الرسم، وهو ثماني كلمات، وهي:

1- (إِنْ) -بكسر الهمزة وسكون النون- مع (ما) وتقطع عنها في موضع واحد، وهو: {وإن ما نرينك بعض الذي نعدهم} (الرعد:40) فقط. وتوصل بها في ما عدا ذلك، نحو: {فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون} (الزخرف:41).

2- (عن) الجارة مع (ما) الموصولة والاستفهامية، وتقطع عنها في موضع واحد في القرآن، وهو: {فلما عتوا عن ما نهوا عنه} (الأعراف:166) فقط، وتوصل بها في ما عدا ذلك، نحو: {وما الله بغافل عما يعملون} (البقرة:144) و{عم يتساءلون} (النبأ:1).

3- (أم) -بفتح الهمزة وسكون الميم- مع (مَن) -بفتح الميم وسكون النون- وتقطع عنها في أربعة مواضع في القرآن، وهي: {أم من يكون عليهم وكيلا} (النساء:109) و{أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار} (التوبة:109) {أهم أشد خلقا أم من خلقنا} (الصافات:11) و{أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة} (فصلت:40)، وتوصل بها في ما عدا ذلك، نحو: {أمن يبدأ الخلق ثم يعيده} (النمل:64).

4- (إِنْ) بكسر الهمزة، وسكون النون مع (لم)، وتوصل بها في موضع واحد بالقرآن، وهو: {فإلم يستجيبوا لكم فاعلموا} (هود:14) وتقطع عنها في ما عدا ذلك، نحو: {فإن لم يستجيبوا لك فاعلم} (القصص:50).

5- (أَنْ) -بفتح الهمزة، وسكون النون- مع (لن)، وتوصل بها في موضعين فقط في القرآن، وهما: {بل زعمتم ألن نجعل لكم موعدا} (الكهف:48) و{أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه} (القيامة:3) وتقطع عنها في ما عدا ذلك، نحو: {بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا} (الفتح:12).

6- (كي) مع (لا)، توصل بها في أربعة مواضع في القرآن فقط وهي: {لكيلا تحزنوا على ما فاتكم} (آل عمران:153) و{لكيلا يعلم من بعد علم شيئا} (الحج:5) و{لكيلا يكون عليك حرج} (الأحزاب:50) و{لكيلا تأسوا على ما فاتكم} (الحديد:23) وتقطع عنها في ما عدا ذلك، نحو: {لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم} (الأحزاب:37).

7- (يوم) مع (هم) تقطع عنها في موضعين في القرآن فقط، وهما: {يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء} (غافر:16) و{يوم هم على النار يفتنون} (الذاريات:13) وتوصل بها في ما عدا ذلك، نحو: {حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون} (الزخرف:83).

8- (لام) الجر مع مجرورها، وتقطع عنها في أربعة مواضع في القرآن فقط، وهي: {فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا} (النساء:78) و{ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب} (الكهف:49) و{وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق} (الفرقان:7) و{فمال الذين كفروا قبلك مهطعين} (المعارج:36) وتوصل بها في ما عدا ذلك، نحو: {وما لأحد عنده من نعمة تجزى} (الليل:19).

(القسم السادس) مقطوع في بعض مواضعه في القرآن اتفاقاً، وموصول في بعض مواضعه اتفاقاً، ومختلف فيه بين أهل الرسم في بعض مواضعه، والراجح القطع، وهو أربع كلمات وهي:

1- (أَنْ) -بفتح الهمزة، وسكون النون- مع (لا) وتقطع عنها في عشرة مواضع في القرآن اتفاقاً، وهي: {حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق} (الأعراف:105) و{أن لا يقولوا على الله إلا الحق} (الأعراف:169) و{وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه} (التوبة:118) {وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون} (هود:14) و{أن لا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم} (هود:26) و{أن لا تشرك بي شيئا} (الحج:26) و{أن لا تعبدوا الشيطان} (يس:60) {وأن لا تعلوا على الله} (الدخان:19) و{يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا} (الممتحنة:12) و{أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين} (القلم:24).

واختلف أهل الرسم في قطعها عنها، ووصلها بها في موضع واحد في القرآن، والراجح القطع، وهو: {فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك} (الأنبياء:87) وتوصل بها في ما عدا ذلك اتفاقاً، نحو: {ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين} (النمل:31).

2- (من) الجارة مع (ما) الموصولة، وتقطع عنها اتفاقاً في موضعين فقط في القرآن، وهما: {فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات} (النساء:25) و{هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء} (الروم:28).

واختلف أهل الرسم في قطعها عنها، ووصلها بها في موضع واحد في القرآن، والراجح القطع، وهو: {وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت} (المنافقون:10) وتوصل بها في ما عدا ذلك اتفاقاً، نحو {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} (آل عمران:92).

3- (في) الجارة مع (ما) الموصولة والاستفهامية، وتقطع عنها اتفاقاً في موضع واحد في القرآن فقط، وهو: {أتتركون في ما هاهنا آمنين} (الشعراء:146). واختلف أهل الرسم في قطعها عنها، ووصلها بها في عشرة مواضع في القرآن والراجح القطع، وهي: {فلا جناح عليكم في ما فعلن في أنفسهن من معروف} (البقرة:240) {ليبلوكم في ما آتاكم} (المائدة:48) و(الأنعام:165) و{قل لا أجد في ما أوحي إلي} (الأنعام:145) و{وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون} (الأنبياء:102) و{لمسكم في ما أفضتم فيه عذاب عظيم} (النور:14) و{هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم} (الروم:28) و{إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون} (الزمر:3) و{أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون} (الزمر:46) و{وننشئكم في ما لا تعلمون} (الواقعة:61). وتوصل بها في ما عدا ذلك اتفاقاً، نحو: {وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون} (النحل:124) و{إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون} (الجاثية:17) و{قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض} (النساء:97).

4- (أين) مع (ما) توصل بها اتفاقاً في موضعين فقط في القرآن، هما: {فأينما تولوا فثم وجه الله} (البقرة:115) و{أينما يوجهه لا يأت بخير} (النحل:76). واختلف أهل الرسم في قطعها عنها، ووصلها بها في موضعين في القرآن، والراجح الوصل، وهي: {أينما تكونوا يدرككم الموت} (النساء:78) و{ملعونين أينما ثقفوا} (الأحزاب:61). وتقطع عنها في ما عدا ذلك اتفاقاً، نحو: {إلا هو معهم أين ما كانوا} (المجادلة:7).

(القسم السابع) مقطوع في بعض مواضعه في القرآن اتفاقاً، وموصول في بعض مواضعه اتفاقاً، ومختلف فيه بين أهل الرسم في بعض مواضعه، والراجح الوصل، وهو ثلاث كلمات، وهي:

1- (إنَّ) -بكسر الهمزة، وتشديد النون المفتوحة- مع (ما)، وتقطع عنها اتفاقاً في موضع واحد في القرآن فقط، وهو: {إن ما توعدون لآت} (الأنعام:134). واختلف أهل الرسم في وصلها بها، وقطعها عنها، والراجح الوصل في موضع واحد في القرآن، وهو: {إنما عند الله هو خير لكم} (النحل:95)، وتوصل بها في ما عدا ذلك، اتفاقاً، نحو: {إنما المؤمنون إخوة} (الحجرات:10).

2- (أَنَّ) -بفتح الهمزة، وتشديد النون المفتوحة- مع (ما) تقطع عنها اتفاقاً في موضعين في القرآن فقط، هما: {وأن ما يدعون من دونه هو الباطل} (الحج:62) و{وأن ما يدعون من دونه الباطل} (لقمان:30). واختلف أهل الرسم في وصلها بها، وقطعها عنها في موضع واحد في القرآن فقط، والراجح الوصل، وهو: {واعلموا أنما غنمتم من شيء} (الأنفال:40)، وتوصل بها في ما عدا ذلك اتفاقاً، نحو: {اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو} (الحديد:20).

3- (كل) مع (ما) تقطع عنها اتفاقاً في موضع واحد في القرآن فقط، وهو: {وآتاكم من كل ما سألتموه} (إبراهيم:34). واختلف أهل الرسم بين وصلها وقطعها في أربعة مواضع، والراجح الوصل، وهي: {كل ما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها} (النساء:91) و{كلما دخلت أمة لعنت أختها} (الأعراف:38) و{كل ما جاء أمة رسولها كذبوه} (المؤمنون:44) و{كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها} (الملك:8). وتوصل بها في ما عدا ذلك اتفاقاً، نحو: {كلما دخل عليها زكريا المحراب} (مريم:38).

(القسم الثامن) مقطوع في بعض مواضعه في القرآن اتفاقاً، وموصول في بعض مواضعه اتفاقاً، ومختلف فيه بين أهل الرسم في أحد مواضعه، والراجح القطع، ومختلف فيه في أحد مواضعه، والراجح الوصل، وهو كلمة واحدة، وهي: (بئس) مع (ما)، وتوصل بها اتفاقاً في موضعين فقط في القرآن، هما: {بئسما اشتروا به أنفسهم} (البقرة:90) و{قال بئسما خلفتموني من بعدي} (الأعراف:150). واختلف أهل الرسم في قطعها عنها ووصلها بها، والراجح القطع في موضع واحد، وهو: {ولبئس ما شروا به أنفسهم} (البقرة:102). واختلف أهل الرسم في وصلها بها، وقطعها عنها، والراجح الوصل في موضع واحد، وهو: {قل بئسما يأمركم به إيمانكم} (البقرة:93). وتقطع عنها في ما عدا ذلك، نحو: {واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون} (آل عمران:187).

فهذه ثمانية أقسام للمقطوع والموصول اتفاقاً واختلافاً، تضمنت اثنتين وأربعين كلمة قرآنية.

والخلاصة: إن رسم المصاحف العثمانية على هذه الكيفية، إنما كان لعلل وأسرار كثيرة، منها ما وقف العلماء على علله، ومنها ما لم يقفوا له على علة. قال أبو عمرو الداني: "وليس شيء من الرسم، ولا من النقط اصطلح عليه السلف -رضوان الله عليهم- إلا وقد حاولوا به وجهاً من الصحة والصواب، وقصدوا به طريقاً من اللغة والقياس، لموقعهم من العلم، ومكانهم من الفصاحة، علم ذلك من علمه، وجهله من جهله، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم".

مراجع المادة: العميد في علم التجويد + رسم المصحف وضبطه بين التوقيف والاصطلاحات الحديثة.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة