الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بين الداعية وزوجته

بين الداعية وزوجته

قد يظن ظان أن دور الداعية ينتهي مـنـذ أن يـعـثر على تلك الشابة الملتزمة بدين الإسلام والتي ارتضاها شريكة حياته دون سائر الفتيات . ولكن هذا هو جزء من الدور ، والدور الحقيقي هو متابعة النصح والإرشاد بعد الزواج ، بالأسلوب الـمناسب وبالقدوة الصالحة.

ومتابعة النصح والإرشاد لا تعني المطالبة بأن تكون الزوجة كامـلة ولكننا بحاجة ، في هذه الفترة بالذات (فترة بداية الدعوة) ، إلى أن تكون زوجة الداعية قــدوة بمـعـنى الكلمة وإلا فإن أول أثر سيئ لها سيكون على زوجها حيث ستعيقه عن الاستمرار في حمل دعوته.

ثم إنّ الداعية الذي يخل بتربية زوجته ، أو يتساهل في تعليمها المبادئ الأساسية في حياة الدعاة إلى الله ستخذله هذه الزوجة في وسط الطريق وهو في أمس الحاجة إليها، وسيضطر إلى أن يلتفت إليها ويعاود نصحها وإرشادها بعد أن خسر الكثير.

كما أن نقص المفاهيم الأسـاسـية عندها قد يتسرب إلى زوجات الدعاة الآخرين ، وبذلك يكون الداعية قد أضــر بدعوته مـن حيث لا يدري ، كما أنه من الواضح أنّ الداعية الذي يصلح نفسه وزوجته ، سيشجع الآخرين ولا شك علي إصلاح زوجاتهم ، لذا فإن مسؤولية تربية الزوجة مسؤولية عظيمة.

إنّ بـعـض الدعاة يظن أن الرحمة والرأفة يتعارضان مع النصح والإرشاد وهذا بلا شك فهم خاطئ ، لأن الرأفة والرحمة هما من أساليب التربية وليستا مانعين لها أو متعارضين معها . بل أنّ بـعـض الـدعـاة يظن أنّ تربية الزوجة على الأخلاق الاجتماعية الفاضلة مثل صلة الأرحام وبر الوالدين والإحسان إلى الناس والقيام بحقهم وإيثارهم وتحمّل أذاهم و... ، قد يعدّ ذلك تدخلاً في شــؤون النســاء الـداخلـيـة ، وهذا أيضاً فهم خاطئ لأن ذلك من تمام القوامة التي أمر الله بها والله أعلم ، ولأن الزوجــة التي تخـل بالأخلاق الفاضلة ستكون عائقاً في وجه اقتداء الناس بها وبزوجها.

مفاهيم لابد منها
إن المفاهيم التي يجب أن تعيها زوجة الداعية كثيرة ، نذكر منها ما يلي باختصار :
أولاً : اقـتـضاء العلم العمل . وهذا مطلب للجميع وإن تطبيقه في الواقع مما يشجج الداعية وزوجته ويشيع روح التفاؤل في الأسرة.

ثانياً : »من حسـن إسلام الـمرء تركه ما لا يعنيه« وهو حديث شريف إن عمل به الداعية وزوجـته عصمهما الله من كثير مـن الـذنوب والمعاصي كالغيبة والنميمة والحسد وما سوى ذلك.

ثالثاً: »لا يؤمــن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه« وهذا أيضاً حديث شريف يعين على مكارم الأخــلاق كالإيثار ومحبة الخير للناس والفرح لفرحهم والحزن لخزنهم … إلى غير ذلك من الخصال الاجتماعية الطيبة.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة