5506    ( 12 ) إسلام  أبي ذر   
( 1 ) حدثنا أبو بكر  قال : حدثنا  أبو أسامة  قال : حدثنا  سليمان بن المغيرة  قال : حدثنا  حميد بن هلال  قال حدثنا عبد الله بن الصامت  عن  أبي ذر  قال : خرجنا من قومنا غفار  أنا وأخي أنيس  وأمنا  ،  وكانوا يحلون الشهر الحرام  ،  فانطلقنا حتى نزلنا على خال لنا ذي مال وذي هيئة طيبة  ،  قال : فأكرمنا خالنا وأحسن إلينا فحسدنا قومه فقالوا : إنك إذا خرجت من أهلك خالف إليهم أنيس  ،  قال : فجاء خالنا فنثا علينا ما قيل له  ،  قال : قلت : أما ما مضى من معروفك فقد كدرته ولا جماع لك فيما بعد  ،  قال : فقربنا صرمتنا فاحتملنا عليهما  ،  قال : وغطى رأسه فجعل يبكي  ،  قال : فانطلقنا حتى نزلنا بحضرة مكة  ،  قال : فنافر أنيس  عن صرمتنا وعن مثلنا  ،  قال : فأتيا الكاهن بخبر أنيس  ،  قال : فأتانا أنيس  بصرمتنا ومثلها معها  ،  قال : وقد صليت يا ابن أخي قبل أن ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين  ،  قال : قلت : لمن ؟ قال : لله  ،  قال : قلت : فأين كنت توجه  ،  قال : حيث وجهني الله أصلي عشاء حتى إذا كان آخر الليل ألقيت كأني خفاء حتى تعلوني الشمس  ،  قال : قال أنيس    : لي حاجة بمكة  فاكفني حتى آتيك  ،  قال : فانطلق فراث علي  ،  ثم أتاني فقلت : ما حبسك ؟ قال : لقيت رجلا بمكة  على دينك يزعم أن الله أرسله  ،  قال : قلت : فما يقول الناس له ؟ قال : يزعمون أنه ساحر وأنه كاهن وأنه شاعر  ،  قال أنيس    : فوالله لقد سمعت قول الكهنة فما هو بقولهم  ،  ولقد وضعت قوله على أقراء الشعر فلا يلتئم على لسان أحد أنه شاعر  ،  والله إنه لصادق وإنهم لكاذبون  ،  وكان أنيس  شاعرا  ،  قال : قلت : اكفني أذهب فأنظر  ،  قال : نعم  ،  وكن من أهل مكة  على حذر فإنهم قد شنفوا له وتجهموا له  ،  قال : فانطلقت حتى قدمت مكة  ،  قال : فتضعفت رجلا منهم  ،  قال : قلت : أين الذي تدعونه الصابئ ؟ قال : فأشار إلي  ،  قال : الصابئ  ،  قال فمال علي أهل الوادي بكل مدرة  [ ص: 451 ] وعظم حتى خررت مغشيا علي  ،  قال : فارتفعت حين ارتفعت وكأني نصب أحمر  ،  قال : فأتيت زمزم  فغسلت عني الدماء وشربت من مائها  ،  قال : فبينما أهل مكة  في ليلة قمراء أضحيان إذ ضرب الله على أصمختهم  ،  قال : فما يطوف بالبيت أحد منهم غير امرأتين  ،  قال : فأتتا علي وهما تدعوان إسافا  ونائلة  ،  قلت : أنكحا أحدهما الأخرى  ،  قال : فما ثناهما ذلك عن قولهما  ،  قال : فأتتا علي  ،  فقلت : هن مثل الخشبة غير أني لم أكن  ،  قال : فانطلقتا تولولان وتقولان : لو كان هاهنا أحد من أنفارنا  ،  قال : فاستقبلهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر  وهما هابطان من الجبل  ،  قال : ما لكما ؟ قالتا : الصابئ بين الكعبة  وأستارها  ،  قالا : ما قال لكما ؟ قالتا : قال لنا كلمة تملأ الفم  ،  قال : وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إلى الحجر فاستلمه هو وصاحبه  ،  قال : وطاف بالبيت  ثم صلى صلاته  ،  قال : فأتيته حين قضى صلاته  ،  قال : فكنت أول من حياه بتحية الإسلام  ،  قال : " وعليك ورحمة الله ممن أنت ؟ قلت : من غفار  ،  قال : فأهوى بيده نحو رأسه  ،  قال : قلت : في نفسي كره أني انتميت إلى غفار  ،  قال : فذهبت آخذ بيده  ،  قال : فقذعني صاحبه  ،  وكان أعلم به مني  ،  فرفع رأسه فقال : متى كنت ههنا ؟ قال : قلت : قد كنت ههنا منذ عشر من بين يوم وليلة  ،  قال : فمن كان يطعمك ؟ قال : قلت : ما كان لي طعام غير ماء زمزم  فسمنت حتى تكسرت عكن بطني  ،  وما وجدت على كبدي سخفة جوع  ،  فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنها مباركة إنها طعام طعم  ،  قال : فقال صاحبه : ائذن لي في إطعامه الليلة  ،  فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر  فانطلقت معهما  ،  قال : ففتح أبو بكر  بابا فقبض إلي من زبيب الطائف  ،  قال : فذلك أول طعام أكلته بها  ،  قال : فلبثت ما لبثت أو غبرت ثم لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني قد وجهت إلى أرض ذات نخل ولا أحسبها إلا يثرب  فهل أنت مبلغ عني قومك  ،  لعل الله أن ينفعهم بك  ،  وأن يأجرك فيهم " قلت : نعم فانطلقت حتى أتيت أنيسا  فقال : ما صنعت ؟ قلت : صنعت أني أسلمت وصدقت  ،  قال أنيس    : وما بي رغبة عن دينك  ،  إني قد أسلمت وصدقت  ،  قال : فأتيت أمنا  ،  فقالت : ما بي رغبة عن دينكما  ،  فإني قد أسلمت وصدقت  ،  قال : فاحتملنا حتى أتينا قومنا غفارا  قال : فأسلم بعضهم قبل أن يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة  ،  قال : وكان يؤمهم إيماء بن رحضة  وكان سيدهم  ،  قال : وقال بقيتهم إذا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم : أسلمنا  ،  قال : فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة  فأسلم بقيتهم  ،  قال : وجاءت أسلم فقالوا : إخواننا نسلم على الذي أسلموا عليه  ،  قال : فأسلموا  ،  قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " غفار  غفر الله لها  ،  وأسلم سالمها الله " . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					