5511    ( 17 ) إسلام سلمان  رضي الله عنه  
( 1 ) حدثنا أبو بكر  قال : حدثنا عبد الله بن موسى  قال : أخبرنا  إسرائيل  عن  أبي إسحاق  عن أبي قرة الكندي  عن سلمان  قال : كنت من أبناء أساورة فارس  وكنت في كتاب ومعي غلامان  ،  وكانا إذا رجعا من معلمهما أتيا قسا فدخلا عليه فدخلت معهما  ،  فقال : ألم أنهكما أن تأتياني بأحد  ،  قال : فجعلت أختلف إليه حتى كنت أحب إليه منهما  ،  قال فقال لي : إذا سألك أهلك من حبسك ؟ فقل : معلمي  ،  وإذا سألك معلمك : من حبسك ؟ فقل : أهلي  ،  ثم إنه أراد أن يتحول  ،  فقلت له : أنا أتحول معك  ،  فتحولت معه فنزلنا قرية  ،  فكانت امرأة تأتيه  ،  فلما حضر قال لي : يا سلمان    : احفر عند رأسي  ،  فحفرت عند رأسه فاستخرجت جرة من دراهم  ،  فقال لي : صبها على صدري  ،  فصببتها على صدره  ،  فكان يقول : ويل لاقتنائي  ،  ثم إنه مات فهممت بالدراهم أن آخذها  ،  ثم إني ذكرت فتركتها  ،  ثم إني آذنت القسيسين والرهبان به فحضروه فقلت لهم : إنه قد ترك مالا  ،  قال : فقام شباب في القرية فقالوا : هذا مال أبينا  ،  فأخذوه  ،  قال : فقلت للرهبان : أخبروني برجل عالم أتبعه  ،  قالوا : ما نعلم في الأرض رجلا أعلم من رجل بحمص  ،  فانطلقت إليه فلقيته فقصصت عليه القصة  ،  قال : فقال : أوما جاء بك إلا طلب العلم  ،  قلت : ما جاء بي إلا طلب العلم  ،  قال : فإني لا أعلم اليوم في الأرض أعلم من رجل يأتي بيت المقدس  كل سنة  ،  إن انطلقت الآن وجدت حماره  ،  قال : فانطلقت فإذا أنا بحماره على باب بيت المقدس  ،  فجلست عنده وانطلق  ،  فلم أره حتى الحول  ،  فجاء فقلت له : يا عبد الله  ،  ما صنعت بي ؟ قال : وأنك لها هنا  ،  قلت : نعم  ،  قال : فإني والله ما أعلم اليوم رجلا أعلم من رجل خرج بأرض تيماء  ،  وإن تنطلق الآن توافقه  ،  وفيه ثلاث آيات : يأكل  [ ص: 454 ] الهدية ولا يأكل الصدقة  ،  وعند غضروف كتفه اليمنى خاتم النبوة مثل بيضة الحمامة لونها لون جلده  ،  قال : فانطلقت ترفعني أرض وتخفضني أخرى حتى مررت بقوم من الأعراب  فاستعبدوني فباعوني حتى اشترتني امرأة بالمدينة  ،  فسمعتهم يذكرون النبي عليه الصلاة والسلام وكان عزيزا فقلت لها  ،  هبي لي يوما  ،  قالت : نعم  ،  فانطلقت فاحتطبت حطبا فبعته  ،  وصنعت طعاما فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم وكان يسيرا فوضعته بين يديه  ،  فقال : ما هذا ؟ قلت : صدقة  ،  قال : فقال لأصحابه : كلوا  ،  ولم يأكل  ،  قال : قلت : هذا من علامته  ،  ثم مكثت ما شاء الله أن أمكث ثم قلت لمولاتي : هبي لي يوما  ،  قالت : نعم  ،  فانطلقت فاحتطبت حطبا فبعته بأكثر من ذلك وصنعت به طعاما  ،  فأتيت به النبي عليه السلام وهو جالس بين أصحابه فوضعته بين يديه  ،  قال : ما هذا ؟ قلت هدية  ،  فوضع يده وقال لأصحابه : خذوا باسم الله  ،  وقمت خلفه  ،  فوضع رداءه فإذا خاتم النبوة فقلت : أشهد أنك رسول الله  ،  قال : وما ذاك ؟ فحدثته عن الرجل ثم قلت : أيدخل الجنة يا رسول الله فإنه حدثني أنك نبي ؟ قال : لن يدخل الجنة إلا نفس مسلمة   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					