5626    ( 20 ) حدثنا  محمد بن بشر  قال سمعت أحمد بن عبد الله بن الأصم  يذكر عن أم راشد  جدته قالت كنت : عند أم هانئ  فأتاها  علي  ،  فدعت له بطعام : فقال : مالي لا أرى عندكم بركة يعني الشاة  ،  قالت : فقالت : سبحان الله  ،  بلى والله إن عندنا لبركة  ،  قال : إنما أعني الشاة  ،  قالت : ونزلت فلقيت رجلين في الدرجة  ،  فسمعت أحدهما يقول لصاحبه : بايعته أيدينا ولم تبايعه قلوبنا  ،  قالت : فقلت : من هذان الرجلان ؟ فقالوا :  طلحة   والزبير  ،  قالت : فإني قد سمعت أحدهما يقول لصاحبه : بايعته أيدينا ولم تبايعه قلوبنا  ،  فقال  علي    : فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما    . 
( 21 ) حدثنا  يحيى بن آدم  حدثنا  أبو الأحوص  عن خالد بن علقمة  عن عبد خير   [ ص: 710 ] قال : ضرب فسطاط بين العسكرين يوم الجمل  ثلاثة أيام  ،  فكان  علي   والزبير   وطلحة  يأتونه  ،  فيذكرون فيه ما شاء الله  ،  حتى إذا كان يوم الثالث عند زوال الشمس رفع  علي  جانب الفسطاط ثم أمر بالقتال  ،  فمشى بعضنا إلى بعض  ،  وشجرنا بالرماح حتى لو شاء الرجل أن يمشي عليها لمشى  ،  ثم أخذتنا السيوف فما شبهتها إلا دار الوليد    . 
( 22 ) حدثنا  يحيى بن آدم  قال حدثنا شريك  عن السدي  عن عبد خير  عن  علي  أنه قال يوم الجمل    : لا تتبعوا مدبرا  ،  ولا تجهزوا على جريح ؛  ومن ألقى سلاحه فهو آمن . 
( 23 ) حدثنا  يحيى بن آدم  قال : حدثنا موسى بن قيس الحضرمي  عن مسلم البطين   وسلمة بن كهيل  عن حجر بن عنبس  أن  عليا  أعطى أصحابه بالبصرة  خمسمائة خمسمائة . 
( 24 ) حدثنا  يحيى بن آدم  قال حدثنا مسعود بن سعد الجعفي  عن  عطاء بن السائب  عن أبي البختري  قال : لما انهزم أهل الجمل قال  علي    : لا يطلبن عبد خارجا من العسكر  ،  وما كان من دابة أو سلاح فهو لكم  ؛  وليس لكم أم ولد  ؛  والمواريث على فرائض الله  ،  وأي امرأة قتل زوجها فلتعتد أربعة أشهر وعشرا  ؛  قالوا : يا أمير المؤمنين  ،  تحل لنا دماؤهم ولا تحل لنا نساؤهم  ،  قال : فخاصموا فقال : كذلك السيرة في أهل القبلة  ،  قال : فهاتوا سهامكم واقرعوا على  عائشة  فهي رأس الأمر وقائدهم  ،  قال : ففرقوا وقالوا : نستغفر الله  ،  قال : فخصمهم  علي    . 
( 25 ) حدثنا  يحيى بن آدم  قال حدثنا  ابن عيينة  عن  إسماعيل بن أبي خالد  عن حكيم بن جابر  قال : سمعت  طلحة بن عبيد الله  يوم الجمل  يقول : إنا كنا داهنا في أمر عثمان  فلا نجد بدا من المبايعة . 
( 26 ) حدثنا ابن علية  عن منصور بن عبد الرحمن  عن الشعبي  قال : لم يشهد الجمل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين  والأنصار  إلا  علي   وعمار   وطلحة   والزبير  فإن جاءوا بخامس فأنا كذاب . 
( 27 ) حدثنا  عبدة بن سليمان  عن  الأعمش  عن شهر بن عطية  عن عبد الله بن زياد  قال : قال  عمار بن ياسر    : إن أمنا سارت مسيرنا هذا  ،  وإنها والله زوجة محمد  صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة  ،  ولكن الله ابتلانا بهذا ليعلم إياه نطيع أم إياها  [ ص: 711 ] 
( 28 ) حدثنا ابن إدريس  عن حسن بن فرات  عن أبيه عن عمير بن سعد  قال : لما رجع  علي  من الجمل  وتهيأ لصفين  اجتمعت النخع حتى دخلوا على الأشتر  ،  فقال : هل في البيت إلا نخعي ؟ فقالوا : لا  ،  فقال : إن هذه الأمة عمدت إلى خيرها فقتلته  ،  وسرنا إلى أهل البصرة  قوم لنا عليهم بيعة فنصرنا عليهم بنكثهم  ،  وإنكم تسيرون غدا إلى أهل الشام  قوم ليس لكم عليهم بيعة  ،  فلينظر امرؤ منكم أين يضع سيفه . 
( 29 ) حدثنا  وكيع  عن عصام بن قدامة  عن عكرمة  عن  ابن عباس  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيتكن صاحبة الجمل  الأدبب  ،  يقتل حولها قتلى كثيرة تنجو بعدما كادت   . 
( 30 ) حدثنا الفضل بن دكين  عن عبد الجبار بن عباس  عن  عطاء بن السائب  عن عمرو بن الهجنع  عن  أبي بكرة  قال : قيل له : ما منعك أن تكون قاتلت على بصيرتك يوم الجمل  ؟ قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يخرج قوم هلكى لا يفلحون  ،  قائدهم امرأة  ؛  قال : هم في الجنة   . 
( 31 ) حدثنا أبو داود  عن عيينة بن عبد الرحمن  عن أبيه عن  أبي بكرة  قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : لن يفلح قوم أسندوا أمرهم إلى امرأة   . 
( 32 ) حدثنا عبدة بن سفيان  عن  مسعر  عن  عمرو بن مرة  عن الحارث بن جمهان الجعفي  قال : لقد رأيتنا يوم الجمل  وإن رماحنا ورماحهم متشاجرة ولو شاء الرجل أن يمشي عليها لمشى  ،  قال : وهؤلاء يقولون : لا إله إلا الله والله أكبر  ،  وهؤلاء يقولون : لا إله إلا الله والله أكبر : . 
( 33 ) حدثنا  عبدة بن سليمان  عن جويبر  عن الضحاك  أن  عليا  لما هزم  طلحة  وأصحابه أمر مناديه أن لا يقتل مقبل ولا مدبر  ،  ولا يفتح باب  ،  ولا يستحل فرج ولا مال . 
( 34 ) حدثنا  عبدة بن سليمان  عن عبد الملك بن سلع  عن عبد خير  قال : أمر  علي  مناديا فنادى يوم الجمل    : ألا لا يجهزن على جريح ولا يتبع مدبر . 
( 35 ) حدثنا  وكيع  عن فطر  عن منذر  عن ابن الحنفية  قال : حملت على رجل يوم الجمل فلما ذهبت أطعنه قال : أنا على دين  علي بن أبي طالب  فعرفت الذي يريد  ،  فتركته  [ ص: 712 ] 
( 36 ) حدثنا  وكيع  عن سفيان  عن أبي جعفر  عن أبيه عن علي بن حسين  قال : حدثنا عباس  قال : أرسلني  علي  إلى  طلحة   والزبير  يوم الجمل  ،  قال : فقلت لهما : إن أخاكما يقرئكما السلام ويقول لكما : هل وجدتما علي حيفا في حكم أو استئثارا بفيء أو بكذا أو بكذا  ،  قال : فقال  الزبير    : لا في واحدة منها  ،  ولكن مع الخوف شدة المطامع . 
( 37 ) حدثنا  يزيد بن هارون  قال أخبرنا أبو مالك الأشجعي  عن  سالم بن أبي الجعد  عن  محمد بن الحنفية  قال : كنا في الشعب فكنا ننتقص عثمان  ،  فلما كان ذات يوم أفرطنا  ،  فالتفت إلي  عبد الله بن عباس  فقلت له : يا أبا عباس  ،  تذكر عشية الجمل  ؟ أنا عن يمين  علي  وأنت عن شماله  ،  إذ سمعنا الصيحة من قبل المدينة  ؟ قال : فقال  ابن عباس    : نعم التي بعث بها فلان بن فلان  ،  فأخبره أنه وجد أم المؤمنين  عائشة  واقفة في المربد  تلعن قتلة عثمان  ،  فقال  علي    : لعن الله قتلة عثمان  في السهل والجبل والبر والبحر  ،  أنا عن يمين  علي  وهذا عن شماله  ،  فسمعته من فيه إلى في  وابن عباس  ،  فوالله ما عبت عثمان  إلى يومي هذا . 
( 38 ) حدثنا  يحيى بن آدم  قال حدثنا أبو ضرار زيد بن عصر الضبي  إمام مسجد بني هلال  قال : حدثنا خالد بن مجاهد بن حيان الضبي  من بني مبذول  عن ابن عم له يقال له : تميم بن ذهل الضبي  ،  قال : إني يوم الجمل  آخذ بركاب  علي  أجهد معه وأنا أرى أنا في الجنة  ،  وهو يتصفح القتلى  ،  فمر برجل أعجبته هيئته وهو مقتول  ،  فقال : من يعرف هذا ؟ قلت : هذا فلان الضبي  ،  وهذا ابنه  ،  حتى عددت سبعة صرعى مقتلين حوله  ،  قال : فقال  علي    : لوددت أنه ليس في الأرض ضبي إلا تحت هذا الشيخ . 
( 39 ) حدثنا  يحيى بن آدم  قال : حدثنا  عبد الله بن إدريس  عن  حصين بن عبد الرحمن  عن يوسف بن يعقوب  عن الصلت بن عبد الله بن الحارث  عن أبيه قال : قدمت على  علي  حين فرغ من الجمل  ،  فانطلق إلى بيته وهو آخذ بيدي  ،  فإذا امرأته وابنتاه يبكين  ،  وقد أجلسن وليدة بالباب تؤذنهن به إذا جاء  ،  فألهى الوليدة ما ترى النسوة يفعلن حتى دخل عليهن  ،  وتخلفت فقمت بالباب  ،  فأسكتن  ،  فقال : ما لكن ؟ فانتهرهن مرة أو مرتين  ،  فقالت امرأة منهن : قلنا : ما سمعت ذكرنا عثمان  وقرابته  والزبير  وقرابته  ،  فقال : إني لأرجو أن نكون كالذين قال الله ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين  ومن هم إن لم نكن  ،  ومن هم يردد ذلك حتى وددت أنه سكت  [ ص: 713 ] 
( 40 ) حدثنا ابن إدريس  عن  ليث  عن  طلحة بن مصرف  أن  عليا  أجلس  طلحة  يوم الجمل  ومسح عن وجهه التراب  ،  ثم التفت إلى حسن فقال : إني وددت أني مت قبل هذا . 
( 41 ) حدثنا قبيصة  قال حدثنا سفيان  عن  أبي إسحاق  عن حمير بن مالك  قال : قال  عمار   لعلي  يوم الجمل    : ما ترى في سبي الذرية ؟ قال فقال : إنما قاتلنا من قاتلنا  ،  قال : لو قلت غير هذا خالفناك . 
( 42 ) حدثنا ابن إدريس  عن حصين  عن عمر بن جاوان  عن  الأحنف بن قيس  قال : قدمنا المدينة  ونحن نريد الحج  ،  فإنا لمنازلنا نضع رحالنا إذ أتانا آت  ،  فقال : إن الناس قد فزعوا واجتمعوا في المسجد  ،  فانطلقت فإذا الناس مجتمعون في المسجد  ،  فإذا  علي   والزبير   وطلحة   وسعد بن أبي وقاص  ،  قال : فإنا لكذلك إذا جاءنا عثمان  ،  فقيل : هذا عثمان  ،  فدخل عليه ملية له صفراء  ،  قد قنع بها رأسه  ،  قال : هاهنا  علي  ؟ قالوا : نعم  ؛  قال : هاهنا  الزبير  ؟ قالوا : نعم  ،  قال : هاهنا  طلحة  ؟ قالوا : نعم  ؛  قال هاهنا  سعد  ؟ قالوا : نعم  ،  قال : أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من يبتاع مربد بني فلان غفر الله له  ،  فابتعته بعشرين ألفا أو بخمسة وعشرين ألفا  ،  فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له : ابتعته  ،  قال : اجعله في مسجدنا ولك أجره فقالوا : اللهم نعم  ،  قال : فقال : أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو  ،  أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من ابتاع بئر رومة غفر الله له  ،  فابتعتها بكذا وكذا  ،  ثم أتيته فقلت : قد ابتعتها  ،  قال : اجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك  ،  قالوا : اللهم نعم  ،  قال : أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو  ،  أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر في وجوه القوم فقال : من جهز هؤلاء غفر الله له يعني جيش العسرة  ،  فجهزتهم حتى لم يفقدوا خطاما ولا عقالا  ،  قال : قالوا : اللهم نعم  ،  قال : اللهم اشهد ثلاثا ،  قال الأحنف    : فانطلقت فأتيت  طلحة   والزبير  فقلت : ما تأمراني به ومن ترضيانه لي  ،  فإني لا أرى هذا إلا مقتولا  ،  قالا : نأمرك  بعلي  ،  قال : قلت : تأمراني به وترضيانه لي ؟ قالا : نعم  ،  قال : ثم انطلقت حاجا حتى قدمت مكة  فبينا نحن بها إذ أتانا قتل عثمان  وبها  عائشة  أم المؤمنين  ،  فلقيتها فقلت لها : من تأمريني به أن أبايع ؟ فقالت :  عليا  ،  فقلت أتأمرينني به وترضينه لي ؟ قالت : نعم  ،  فمررت  [ ص: 714 ] على  علي  بالمدينة  فبايعته  ،  ثم رجعت إلى البصرة  ،  ولا أرى إلا أن الأمر قد استقام  ؛  قال : فبينا أنا كذلك إذ أتاني آت  ؛  فقال : هذه  عائشة  أم المؤمنين  وطلحة   والزبير  قد نزلوا جانب الخربة  ،  قال : قلت : ما جاء بهم ؟ قال : أرسلوا إليك ليستنصروك على دم عثمان  ،  قتل مظلوما  ،  قال : فأتاني أفظع أمر أتاني قط فقلت : إن خذلاني هؤلاء ومعهم  أم المؤمنين  وحواري رسول الله صلى الله عليه وسلم لشديد  ،  وإن قتالي ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن أمروني ببيعته لشديد  ؛  فلما أتيتهم قالوا : جئنا نستنصر على دم عثمان  ،  قتل مظلوما  ،  قال : فقلت : يا أم المؤمنين  ،  أنشدك بالله  ،  هل قلت لك : من تأمريني به ؟ فقلت :  عليا  فقلت : تأمريني به وترضينه لي ؟ فقلت : نعم قالت : نعم  ،  ولكنه بدل  ،  قلت : يا  زبير  ،  يا حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم يا  طلحة  ،  نشدتكما بالله أقلت لكما : من تأمراني به ؟ فقلتما :  عليا  ،  فقلت : تأمراني به وترضيانه لي ؟ فقلتما : نعم ؟ قالا : بلى  ،  ولكنه بدل  ،  قال : فقلت : لا والله لا أقاتلكم ومعكم أم المؤمنين وحواري رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرتموني ببيعته  ؛  اختاروا مني بين إحدى ثلاث خصال : إما أن تفتحوا لي باب الجسر فألحق بأرض الأعاجم  ،  حتى يقضي الله من أمره ما قضى  ،  أو ألحق بمكة  فأكون بها حتى يقضي الله من أمره ما قضى  ،  أو أعتزل فأكون قريبا  ،  قالوا : نأتمر  ،  ثم نرسل إليك  ،  فائتمروا فقالوا : نفتح له باب الجسر فيلحق به المنافق والخاذل  ،  ويلحق بمكة  فيتعجسكم في قريش  ويخبرهم بأخباركم  ،  ليس ذلك بأمر  ،  اجعلوه هاهنا قريبا حيث تطئون على صماخه  ،  وتنظرون إليه  ،  فاعتزل بالجلحاء  من البصرة  على فرسخين  ،  واعتزل معه زهاء ستة آلاف  ،  ثم التقى القوم  ،  فكان أول قتيل  طلحة  وكعب بن سور  معه المصحف  ،  يذكر هؤلاء وهؤلاء حتى قتل منهم من قتل  ،  وبلغ  الزبير  سفوان  من البصرة  كمكان القادسية  منكم  ؛  فلقيه النضر  رجل من بني مجاشع  ،  قال : أين تذهب يا حواري رسول الله  ،  إلي فأنت في ذمتي  ،  لا يوصل إليك  ،  فأقبل معه  ،  قال : فأتى إنسان الأحنف  قال : هذا  الزبير  قد لقي بسفوان  قال : فما يأمن ؟ جمع بين المسلمين حتى ضرب بعضهم حواجب بعض بالسيوف  ،  ثم لحق ببيته وأهله  ،  فسمعه عمير بن جرموز  وغواة من غواة بني تميم  وفضالة بن حابس  ونفيع  ،  فركبوا في طلبه  ،  فلقوا معه النضر  ،  فأتاه عمير بن جرموز  وهو على فرس له ضعيفة  ،  فطعنه طعنة خفيفة  ،  وحمل عليه  [ ص: 715 ]  الزبير  وهو على فرس له يقال له " ذو الخمار " حتى إذا ظن أنه قاتله نادى صاحبيه : يا نفيع  يا فضالة  ،  فحملوا عليه حتى قتلوه . 
( 43 ) حدثنا  يحيى بن آدم  قال حدثنا جعفر بن زياد  عن أبي الصيرفي  عن صفوان بن قبيصة  عن طارق بن شهاب  قال : لما قتل عثمان  قلت : ما يقيمني بالعراق  ،  وإنما الجماعة بالمدينة  عند المهاجرين  والأنصار  ؛  قال : فخرجت فأخبرت أن الناس قد بايعوا  عليا  ،  قال : فانتهيت إلى الربذة  وإذا  علي  بها  ،  فوضع له رجل فقعد عليه  ،  فكان كقيام الرجل  ،  فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن  طلحة   والزبير  بايعا طائعين غير مكرهين  ،  ثم أرادا أن يفسدا الأمر ويشقا عصا المسلمين  ،  وحرض على قتالهم قال : فقام الحسن بن علي  فقال : ألم أقل لك إن العرب  ستكون لهم جولة عند قتل هذا الرجل  ؛  فلو أقمت بدارك التي أنت بها يعني المدينة  فإني أخاف أن تقتل بحال مضيعة لا ناصر لك  ،  قال : فقال  علي    : اجلس فإنما تحن الجارية  ؛  وإن لك حنينا كحنين الجارية  ،  أجلس بالمدينة  كالضبع تستمع الدم  ،  لقد ضربت هذا الأمر ظهره وبطنه أو رأسه وعينيه  ،  فما وجدت إلا السيف أو الكفر . 
( 44 ) حدثنا  يحيى بن آدم  قال حدثنا  عبد الله بن المبارك  عن  معمر  قال : حدثني سيف بن فلان بن معاوية العنزي  ؛  قال : حدثني خالي عن جدي قال : لما كان يوم الجمل  واضطرب الناس  ،  قام الناس إلى  علي  يدعون أشياء  ،  فأكثروا الكلام  ،  فلم يفهم عنهم  ،  فقال : ألا رجل يجمع لي كلامه في خمس كلمات أو ست  ،  فاحتفزت على إحدى رجلي  ،  فقلت : إن أعجبه كلامي وإلا لجلست من قريب  ،  فقلت : يا أمير المؤمنين  ،  إن الكلام ليس بخمس ولا بست  ،  ولكنهما كلمتان  ،  هضم أو قصاص  ،  قال : فنظر إلي فعقد بيده ثلاثين  ،  ثم قال : أرأيتم ما عددتم فهو تحت قدمي هذه . 
( 45 ) حدثنا ابن علية  عن سعيد بن يزيد  عن  أبي نضرة  قال : ذكروا  عليا  وعثمان   وطلحة   والزبير  عند  أبي سعيد  فقال : أقوام سبقت لهم سوابق وأصابتهم فتنة  ،  فردوا أمرهم إلى الله . 
( 46 ) حدثنا المحاربي  عن  ليث  قال حدثني  حبيب بن أبي ثابت  أن  عليا  قال يوم الجمل    : اللهم ليس هذا أردت  ،  اللهم ليس هذا أردت . 
( 47 ) حدثنا  وكيع  عن  إسماعيل  عن قيس  قال : كان مروان  مع  طلحة  يوم الجمل  ،   [ ص: 716 ] قال : فلما اشتبكت الحرب قال مروان    : لا أطلب بثأري بعد اليوم  ،  قال : ثم رماه بسهم فأصاب ركبته  ،  فما رقأ الدم حتى مات  ،  قال : وقال  طلحة    : دعوه فإنما هو سهم أرسله الله . 
( 48 ) حدثنا  عباد بن العوام  عن  أشعث بن سوار  عن أبيه قال : أرسل إلي  موسى بن طلحة  في حاجة فأتيته  ،  قال : فبينا أنا عنده إذ دخل عليه ناس من أهل المسجد  ،  فقالوا : يا أبا عيسى  ،  حدثنا في الأسارى ليلتنا  ،  فسمعتهم يقولون : أما  موسى بن طلحة  فإنه مقتول بكرة  ،  فلما صليت الغداة جاء رجل يسعى " الأسارى الأسارى " قال : ثم جاء آخر في أثره يقول : "  موسى بن طلحة   موسى بن طلحة    " قال : فانطلقت  ،  فدخلت على أمير المؤمنين فسلمت فقال : أتبايع ؟ تدخل فيما دخل فيه الناس ؟ قلت : نعم  ،  قال : هكذا  ،  ومد يده فبسطهما  ،  قال : فبايعته ثم قال : ارجع إلى أهلك ومالك  ،  قال : فلما رأى الناس قد خرجت  ،  قال : جعلوا يدخلون فيبايعون . 
( 49 ) حدثنا  وكيع  عن  إسماعيل  عن السدي  واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة  قال : أصحاب الجمل . 
( 50 ) حدثنا  هشيم  عن عوف  قال : لا أعلمه إلا عن الحسن  في قوله : واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة  قال : فلان وفلان . 
( 51 ) أخبرنا  وكيع  عن سفيان  عن جعفر  عن أبيه أن رجلا ذكر عند  علي  أصحاب الجمل  حتى ذكر الكفر  ،  فنهاه  علي    . 
( 52 ) حدثنا  محمد بن أبي عدي  عن التيمي  عن حريث بن مخش  قال : ما شهدت يوما أشد من يوم ابن عليس  إلا يوم الجمل    . 
( 53 ) حدثنا  وكيع  عن علي بن أبي صالح  عن أبيه عن أبي بكر بن عمرو بن عتبة  قال : كان بين صفين  والجمل  شهران أو ثلاثة . 
( 54 ) حدثنا  يعلى بن عبيد  قال حدثنا  إسماعيل بن أبي خالد  عن  أبي الضحى  عن أبي حفص  قال : سمع  علي  يوم الجمل  صوتا تلقاء أم المؤمنين  ،  فقال : انظروا ما يقولون  ،  فرجعوا فقالوا : يهتفون بقتلة عثمان  ،  فقال : اللهم احلل بقتلة عثمان  خزيا . 
( 55 ) حدثنا  يعلى بن عبيد  قال : أخبرنا  إسماعيل بن أبي خالد  عن علي بن عمرو الثقفي   [ ص: 717 ] قال : قالت  عائشة    : لأن أكون جلست عن مسيري كان أحب إلي من أن يكون لي عشرة من رسول الله مثل ولد الحارث بن هشام    . 
( 56 ) حدثنا  عفان  قال : حدثنا أبو عوانة  عن  إبراهيم بن محمد بن المنتشر  عن أبيه عن عبيد بن نضلة  عن  سليمان بن صرد  قال : أتيت  عليا  يوم الجمل  وعنده الحسن  وبعض أصحابه  ،  فقال علي  حين رآني : يا ابن صرد  ،  تنأنأت وترجرجت وتربصت  ،  كيف ترى الله صنع  ،  قد أغنى الله عنك  ،  قلت : يا أمير المؤمنين  ،  إن السوط يطين وقد بقي من الأمور ما تعرف فيها عدوك من صديقك  ،  قال : فلما قام الحسن  لقيته فقلت : ما أراك أغنيت عني شيئا ولا عذرتني عند الرجل  ،  وقد كنت حريصا على أن تشهد معه  ،  قال : هذا يلومك على ما يلومك وقد قال لي يوم الجمل    : مشى الناس بعضهم إلى بعض  ،  يا حسن  ،  ثكلتك أمك أو هبلتك أمك ما ظنك بأمري  ،  جمع بين هذين الغارين  ،  والله ما أرى بعد هذا خيرا  ،  قال : فقلت : اسكت  ،  لا يسمعك أصحابك  ،  فيقولوا : شككت  ،  فيقتلونك . 
( 57 ) حدثنا أبو أسامة  عن عوف  عن الحسن  قال : جاء رجل إلى  الزبير  يوم الجمل  فقال : أقتل لك عليا  ؟ قال : وكيف  ،  قال : آتيه فأخبره أني معه  ،  ثم أفتك به  ،  فقال  الزبير    : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : الإيمان قيد الفتك  ،  لا يفتك مؤمن   . 
( 58 ) حدثنا أبو أسامة  قال : حدثنا  هشام بن عروة  عن أبيه عن عبد الله بن الزبير  قال : لما وقف  الزبير  يوم الجمل  دعاني فقمت إلى جنبه  ،  فقال : إنه لا يقتل إلا ظالم أو مظلوم  ،  وإني لأراني سأقتل اليوم مظلوما  ،  وإن أكبر همي لديني  ،  أفترى ديننا يبقي من مالنا شيئا ؟ ثم قال : يا بني  ،  بع مالنا واقض ديننا  ،  وأوصيك بالثلث وثلثيه لبنيه فإن فضل شيء من مالنا بعد قضاء الدين فثلثه لولدك  ،  قال عبد الله بن الزبير    : فجعل يوصيني بدينه ويقول : يا بني  ،  إن عجزت عن شيء منه فاستعن عليه مولاي  ،  قال : فوالله ما دريت ما أراد حتى قلت : يا أبت  ،  من مولاك ؟ قال : الله  ،  قال : والله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت : يا مولى  الزبير  ،  اقض عنه دينه  ،  فيقضيه  ،  قال : وقتل  الزبير  فلم يدع دينارا ولا درهما إلا أرضين منها الغاية وإحدى عشرة دارا بالمدينة  ،  ودارين بالبصرة  ،  ودارا بالكوفة  ،  ودارا بمصر  ،  قال : وإنما كان دينه الذي كان عليه أن الرجل كان يأتيه بالمال فيستودعه إياه  ،  فيقول  الزبير    : لا ولكنه سلف  ،  إني أخشى عليه ضيعة  ،  وما ولي ولاية قط  [ ص: 718 ] ولا جباية ولا خراجا ولا شيئا إلا أن يكون في غزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أو مع أبي بكر  وعمر  وعثمان    . 
( 59 ) حدثنا  عفان  قال حدثنا  حماد بن سلمة  عن  داود بن أبي هند  عن أبي حرب بن الأسود  عن أبيه أن  الزبير بن العوام  لما قدم البصرة  دخل بيت المال  ،  فإذا هو بصفراء وبيضاء  ،  فقال : وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه  وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها  فقال : هذا لنا . 
( 60 ) حدثنا  حفص بن غياث  عن جعفر  عن أبيه قال : أمر علي  مناديه فنادى يوم البصرة    : لا يتبع مدبر ولا يذفف على جريح  ،  ولا يقتل أسير  ،  ومن أغلق بابا فهو آمن  ،  ومن ألقى سلاحه فهو آمن  ،  ولم يأخذ من متاعهم شيئا . 
( 61 ) حدثنا عبد الأعلى  عن  الجريري  عن أبي العلاء  قال : لما أصيب  زيد بن صوحان  يوم الجمل  قال : هذا الذي حدثني خليلي  سلمان الفارسي    : إنما يهلك هذه الأمة نقضها عهودها . 
( 62 ) حدثنا  وكيع  عن  جرير بن حازم  عن عبد الله بن عبيد بن عمير  قال : قالت  عائشة    : وددت أني كنت غصنا رطبا ولم أسر مسيري هذا . 
( 63 ) حدثنا  وكيع  عن  محمد بن مسلم   عن  إبراهيم بن ميسرة  عن عبيدة بن سعد  عن  عائشة  أنها سئلت عن مسيرها فقالت : كان قدرا . 
( 64 ) حدثنا  وكيع  عن فطر  عن منذر  عن  ابن الحنفية  أن عليا  قسم يوم الجمل  في العسكر ما أجابوا عليه من سلاح أو كراع ( 65 )  وكيع  عن أبان بن عبد الله البجلي  عن نعيم بن أبي هند  عن  ربعي بن حراش  قال : قال علي    : إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة  والزبير  ممن قال الله : ونزعنا ما في صدورهم من غل    . 
( 66 ) حدثنا إسحاق بن منصور  قال حدثنا عبد الله بن عمرو بن مرة  عن أبيه عن عبد الله بن سلمة  قال : وشهد مع علي  الجمل  وصفين  وقال : ما يسرني بهما ما على الأرض  [ ص: 719 ] 
( 67 ) حدثنا المحاربي  عن ليث  عن  مجاهد  أن محمد بن أبي بكر  أو محمد بن طلحة  قال  لعائشة  يوم الجمل    : يا أم المؤمنين  ،  ما تأمريني ؟ قالت : يا بني  ،  إن استطعت أن تكون كالخير من ابني آدم  فافعل . 
( 68 ) حدثنا  يحيى بن آدم  قال حدثنا أبو بكر  عن  عاصم  عن أبي صالح  قال : قال علي  يوم الجمل    : وددت أني كنت مت قبل هذا بعشرين سنة . 
( 69 ) ابن آدم  قال حدثنا شريك  عن  سليمان بن المغيرة  عن يزيد بن ضبيعة العبسي  عن علي  أنه قال يوم الجمل    : لا يتبع مدبر ولا يذفف على جريح . 
( 70 ) محمد بن الحسن   قال حدثنا  جرير بن حازم  عن أبي سلمة  عن أبي نضرة  عن رجل من بني ضبيعة  قال : لما قدم  طلحة  والزبير  نزلا في بني طاحية  ،  فركبت فرسي فأتيتهما فدخلت عليهما المسجد  ،  فقلت : إنكما رجلان من أصحاب رسول الله أعهد عهد إليكما فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم  ،  أم رأي رأيتما  ،  فأما  طلحة  فنكس رأسه فلم يتكلم  ،  وأما  الزبير  فقال : حدثنا أن هاهنا دراهم كثيرة فجئنا نأخذ منهم . 
( 71 )  يعلى بن عبيد  عن  إسماعيل بن أبي خالد  عن عبد السلام  رجل من بني حية  قال : خلا علي  بالزبير  يوم الجمل  فقال : أنشدك بالله كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وأنت لاو يدي في سقيفة بني فلان : لتقاتلنه وأنت ظالم له  ،  ثم لينصرن عليك ،  قال : قد سمعت لا جرم  ،  لا أقاتلك . 
( 72 ) حدثنا  يزيد بن هارون  قال : حدثنا شريك  عن الأسود بن قيس  قال : حدثني من رأى  الزبير  يقعص الخيل بالرمح قعصا  ،  فثوب به علي    : يا عبد الله  يا عبد الله  ،  قال : فأقبل حتى التقت أعناق دوابهما  ،  قال : فقال له علي    : أنشدك بالله  ،  أتذكر يوم أتانا النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أناجيك فقال : أتناجيه  ،  فوالله ليقاتلنك يوما وهو لك ظالم  ،  قال : فضرب  الزبير  وجه دابته فانصرف   . 
( 73 ) حدثنا محمد بن الحسن   قال حدثنا شريك  عن إسحاق  عن عبد الله بن محمد  قال : مر علي  على قتلى من أهل البصرة  ،  فقال : اللهم اغفر لهم  ،  ومعه محمد بن أبي بكر  وعمار بن ياسر  ،  فقال أحدهما للآخر : ما نستمع ما يقول ؟ فقال له الآخر : اسكت  ،  لا يزيد بك  [ ص: 720 ] 
( 74 ) حدثنا  يحيى بن آدم  قال حدثني أبو بكر  عن جحش بن زياد الضبي  قال : سمعت  الأحنف بن قيس  يقول : لما ظهر علي  على أهل البصرة  أرسل إلى  عائشة    : ارجعي إلى المدينة  وإلى بيتك  ،  قال : فأبت  ،  قال : فأعاد إليها الرسول : والله لترجعن أو لأبعثن إليك نسوة من بكر بن وائل  دمهن شفار حداد يأخذنك بها  ،  فلما رأت ذلك خرجت . 
( 75 ) حدثنا  خالد بن مخلد  قال : حدثنا يعقوب  عن جعفر بن أبي المغيرة  عن ابن أبزى  قال : انتهى عبد الله بن بديل  إلى  عائشة  وهي في الهودج يوم الجمل  ،  فقال : يا أم المؤمنين  ،  أنشدك بالله  ،  أتعلمين أني أتيتك يوم قتل عثمان  فقلت : إن عثمان  قد قتل فما تأمريني  ،  فقلت لي : الزم عليا  ،  فوالله ما غير ولا بدل  ،  فسكتت ثم أعاد عليها ثلاث مرات  ،  فسكتت فقال : اعقروا الجمل  ،  فعقروه  ،  قال : فنزلت أنا وأخوها محمد بن أبي بكر  واحتملنا الهودج حتى وضعناه بين يدي علي  ،  فأمر به علي  فأدخل في منزل عبد الله بن بديل  ؛  قال جعفر بن أبي المغيرة    : وكانت عمتي عند عبد الله بن بديل  ،  فحدثتني عمتي أن  عائشة  قالت لها : أدخليني  ،  قالت : فأدخلتها وأتيتها بطشت وإبريق وأجفت عليها الباب  ،  قالت : فاطلعت عليها من خلل الباب وهي تعالج شيئا في رأسها ما أدري شجة أو رمية . 
( 76 ) حدثنا إسحاق بن سليمان  قال : حدثنا أبو سنان  عن  عمرو بن مرة  قال : جاء  سليمان بن صرد  إلى  علي بن أبي طالب  بعدما فرغ من قتال يوم الجمل  ،  وكانت له صحبة مع النبي عليه السلام  ،  فقال له علي    : خذلتنا وجلست عنا وفعلت على رءوس الناس ؟ فلقي سليمان  الحسن بن علي  فقال : ما لقيت من أمير المؤمنين ؟ قال : قال لي كذا وكذا على رءوس الناس  ،  فقال : لا يهولنك هذا منه فإنه محارب  ،  فلقد رأيته يوم الجمل  حين أخذت السيوف مأخذها يقول : لوددت أني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة . 
( 77 ) حدثنا أحمد بن عبد الله  قال حدثنا زائدة  عن عمرو بن قيس  عن  زيد بن وهب  قال : أقبل  طلحة  والزبير  حتى نزلا البصرة  وطرحوا  سهل بن حنيف  ،  فبلغ ذلك عليا  ،  وعلي  كان بعثه عليها  ،  فأقبل حتى نزل بذي قار  ،  فأرسل  عبد الله بن عباس  إلى الكوفة  فأبطئوا عليه  ،  ثم أتاهم  عمار  فخرجوا  ،  قال زيد    : فكنت فيمن خرج معه  ،  قال : فكف عن  طلحة  والزبير  وأصحابهما  ،  ودعاهم حتى بدءوه فقاتلهم بعد صلاة الظهر  ،  فما غربت الشمس وحول الجمل عين تطرف ممن كان يذب عنه  ،  فقال علي    : لا تتموا جريحا ولا تقتلوا مدبرا ومن أغلق بابه وألقى سلاحه فهو آمن  ؛  فلم يكن قتالهم إلا تلك العشية وحدها  ،  فجاءوا بالغد يكلمون عليا  في الغنيمة فقول علي هذه الآية  ،  فقال : أما إن الله  [ ص: 721 ] يقول واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول  أيكم  لعائشة  ؟ فقالوا : سبحان الله  ،  أمنا  ،  فقال : أحرام هي ؟ قالوا : نعم  ،  قال علي  ؛  فإنه يحرم من بناتها ما يحرم منها  ؛  قال : أفليس عليهن أن يعتددن من القتلى أربعة أشهر وعشرا  ،  قالوا : بلى  ،  قال : أفليس لهن الربع والثمن من أزواجهن  ،  قالوا : بلى  ،  قال : ثم قال : ما بال اليتامى لا يأخذون أموالهم  ،  ثم قال : يا قنبر  ،  من عرف شيئا فليأخذه  ،  قال زيد    : فرد ما كان في العسكر وغيره  ،  قال : وقال علي  لطلحة  والزبير    : ألم تبايعاني ؟ فقالا : نطلب دم عثمان  ؛  فقال علي    : ليس عندي دم عثمان  ،  قال : قال عمرو بن قيس    : فحدثنا رجل من حضرموت  يقال له أبو قيس  ،  قال : لما نادى قنبر    " من عرف شيئا فليأخذه " مر رجل على قدر لنا ونحن نطبخ فيها فأخذها  ،  فقلنا : دعها حتى ينضج ما فيها  ،  قال : فضربها برجله ثم أخذها . 
( 78 ) حدثنا غندر  عن  شعبة  عن  عمرو بن مرة  عن أبي وائل  قال : دخل أبو موسى  وأبو مسعود  على  عمار  وهو يستنفر الناس  ،  فقالا : ما رأينا منك منذ أسلمت أمرا أكره عندنا من إسراعك في هذا الأمر  ،  فقال  عمار    : ما رأيت منكما منذ أسلمتما أمرا أكره عندي من إبطائكما عن هذا الأمر  ،  قال : فكساهما حلة حلة  ،  وخرجوا إلى الصلاة جميعا . 
( 79 ) حدثنا أبو أسامة  عن  شعبة  عن ابن عون  عن أبي الضحى  قال : قال سليمان بن صرد الخزاعي  للحسن بن علي    : أعذرني عند أمير المؤمنين  ،  فإنما منعني من يوم الجمل  كذا وكذا  ،  قال : فقال الحسن    : لقد رأيته حين اشتد القتال يلوذ بي ويقول : يا حسن  ،  لوددت أني مت قبل هذا بعشرين حجة . 
( 80 ) حدثنا محمد بن الحسن   قال : حدثنا  حماد بن زيد  عن إسحاق بن سويد العدوي  قال : قتل منا يوم الجمل  خمسون رجلا حول الجمل  قد قرءوا القرآن . 
				
						
						
