الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
المراسيل

243 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا محمد بن يعقوب قال: أخبرنا الربيع بن سليمان قال [ ص: 163 ] : أخبرنا الشافعي رحمه الله قال: والمنقطع مختلف فيه ، فمن شاهد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من التابعين فحدث حديثا منقطعا عن النبي صلى الله عليه وسلم اعتبر عليه بأمور.

244 - منها: أن ينظر إلى ما أرسل من الحديث ، فإن شركه الحفاظ المأمونون فأسندوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل معنى ما روي كانت هذه دلالة على صحة من قبل عنه وحفظه ، وإن انفرد بإرسال حديث لم يشركه فيه من يسنده قبل ما ينفرد به من ذلك.

245 - ويعتبر عليه بأن ينظر: هل يوافقه مرسل غيره من أهل العلم من غير رجاله الذين قبل منهم .

246 - فإن وجد ذلك كانت دلالة تقوي له مرسله ، وهي أضعف من الأولى.

247 - وإن لم يوجد ذلك نظر إلى بعض ما يروى عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قولا له ، فإن وجد يوافق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم كانت في هذه دلالة على أنه لم يأخذ مرسله إلا عن أصل يصح إن شاء الله .

248 - وكذلك إن وجد عوام من أهل العلم يفتون بمثل معنى ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ، [ ص: 164 ] .

249 - ثم يعتبر عليه بأن يكون إذا سمى من يروي عنه لم يسم مجهولا ولا مرغوبا عن الرواية عنه ، فيستدل بذلك على صحته فيما يروي عنه.

250 - ويكون إذا شرك أحدا من الحفاظ في حديث لم يخالفه ، فإن خالفه وجد حديثه أنقص كانت في هذه دلائل على صحة مخرج حديثه .

251 - ومتى خالف ما وصفت أضر بحديثه حتى لا يسع أحدا منهم قبول مرسله.

252 - ثم بسط الكلام في بيان انحطاطه عن درجة المتصل ، ثم قال:

التالي السابق


الخدمات العلمية