ألا أصبحينا قبل نائرة الفجر لعل منايانا قريب وما ندري [ ص: 212 ] أطعنا رسول الله ما كان وسطنا
فيا عجبا ما بال ملك أبي بكر فإن الذي يسألكمو فمنعتم
لكالتمر أو أحلى إليهم من التمر سنمنعهم ما كان فينا بقية
كرام على العزاء في ساعة العسر
16475 - قال الشافعي : وقول أبي بكر "لا تفرقوا بين ما جمع الله" يعني فيما أرى والله أعلم أن مجاهدتهم على الصلاة ، وأن الزكاة مثلها ، ولعل مذهبه فيه أن الله تعالى يقول: ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ) [ ص: 214 ] وأن الله فرض عليهم شهادة الحق والصلاة والزكاة ، وأنه متى منع فرضا قد لزمه لم يترك ومنعه حتى يؤديه أو يقتل .
16476 - قال: فسار إليهم أبو بكر بنفسه حتى لقي أخا بني بدر الفزاري ، فقتله معه عمر وعامة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم أمضى أبو بكر خالد بن الوليد في قتال من ارتد ، ومن منع الزكاة معا ، فقاتلهم بقوام من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
16477 - قال الشافعي : وفي هذا ما دل على أن مراجعة عمر ومراجعة أبي بكر معه في قتالهم على وجه النظر له ، وللمسلمين لئلا يجتمع عليه حربهم مع حرب أهل الردة ، لا على التأثم من قتالهم .
16478 - قال أحمد: وهذا الذي ذكره الشافعي في قتال أهل الردة قد روينا أكثره بأسانيده في كتاب السنن من حديث غيره.
[ ص: 215 ]


