الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب الهجرة

                                                                            قال الله سبحانه وتعالى: ( وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق ) ، يروى عن ابن عباس ، والحسن، وقتادة: أدخلني مدخل صدق: المدينة، وأخرجني مخرج صدق: مكة.

                                                                            وقال جل ذكره: ( إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد ) ، قال ابن عباس : إلى مكة. [ ص: 354 ] .

                                                                            3763 - أخبرنا أبو عمر عبد الله بن أحمد المليحي، أنا أبو حامد أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الفربري، نا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ، نا يحيى بن بكير، نا الليث، عن عقيل، قال ابن شهاب : فأخبرني عروة بن الزبير، أن عائشة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: " لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار بكرة وعشية، فلما ابتلي المسلمون، خرج أبو بكر مهاجرا نحو أرض الحبشة حتى إذا بلغ برك الغماد لقيه ابن الدغنة، وهو سيد القارة، قال: أين تريد يا أبا بكر؟ قال أبو بكر: أخرجني قومي، فأريد أن أسيح في الأرض، وأعبد ربي.

                                                                            قال ابن الدغنة: فإن مثلك يا أبا بكر لا يخرج، ولا يخرج، أنت تكسب المعدم، وتصل الرحم، وتحمل الكل، وتقري الضيف، [ ص: 355 ] وتعين على نوائب الحق، فأنا لك جار، ارجع واعبد ربك ببلدك، فرجع، وارتحل معه ابن الدغنة، فطاف ابن الدغنة عشية في أشراف قريش، فقال لهم: إن أبا بكر لا يخرج مثله، ولا يخرج، أتخرجون رجلا يكسب المعدم، ويصل الرحم، ويحمل الكل، ويقري الضيف، ويعين على نوائب الحق، فلم تكذب قريش بجوار ابن الدغنة، وقالوا لابن الدغنة: مر أبا بكر، فليعبد ربه في داره، فليصل فيها، وليقرأ ما شاء، ولا يؤذينا بذلك، ولا يستعلن به، فإنا نخشى أن يفتن نساءنا وأبناءنا.

                                                                            فقال ذلك ابن الدغنة لأبي بكر، فلبث أبو بكر بذلك يعبد ربه في داره، ولا يقرأ في غير داره، ثم بدا لأبي بكر، فابتنى مسجدا بفناء داره، وكان يصلي فيه، ويقرأ القرآن، فيتقذف عليه نساء المشركين وأنباؤهم يعجبون منه، وينظرون إليه، وكان أبو بكر رجلا بكاء لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن، وأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين، فأرسلوا إلى ابن الدغنة، فقدم عليهم، فقالوا: إنا أجرنا أبا بكر [ ص: 356 ] بجوارك على أن يعبد ربه في داره، فقد جاوز ذلك فابتنى مسجدا بفناء داره، فأعلن الصلاة والقراءة فيه، وإنا قد خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا، فانهه، فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل، وإن أبي إلا أن يعلن بذلك، فسله أن يرد إليك ذمتك، فإنا قد كرهنا أن نخفرك، ولسنا مقرين لأبي بكر الاستعلان.

                                                                            قالت عائشة: فأتى ابن الدغنة إلى أبي بكر، فقال: قد علمت الذي عاقدت لك إليه، فإما أن تقتصر على ذلك، وإما أن ترجع إلى ذمتي، فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في رجل عقدت له، فقال أبو بكر: فإني أرد إليك جوارك، وأرضى بجوار الله، والنبي صلى الله عليه وسلم يومئذ بمكة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين: إني أريت دار هجرتكم ذات نخل بين لابتين، وهي الحرتان، فهاجر من هاجر قبل المدينة، ورجع عامة من كان هاجر بأرض الحبشة إلى المدينة، وتجهز أبو بكر قبل المدينة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: على رسلك، فإني أرجو أن يؤذن لي، فقال أبو بكر: وهل ترجو ذلك بأبي أنت؟ قال: نعم، فحبس [ ص: 357 ] أبو بكر نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصحبه، وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السمر، وهو الخبط، أربعة أشهر "
                                                                            .

                                                                            قال ابن شهاب : قال عروة: قالت عائشة: فبينما نحن جلوس في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة، قال قائل لأبي بكر: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم متقنعا في ساعة لم يكن يأتينا فيها، فقال أبو بكر: فدى له أبي وأمي، والله ما جاء به في هذه الساعة إلا أمر، قالت: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم واستأذن، فأذن له، فدخل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: "أخرج من عندك"، فقال أبو بكر: إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله، قال: "فإني قد أذن لي في الخروج"، قال أبو بكر: الصحابة بأبي أنت يا رسول الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم"، قال أبو بكر: فخذ بأبي أنت يا رسول الله، إحدى راحلتي هاتين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بالثمن".

                                                                            قالت عائشة: فجهزناهما أحث الجهاز، وصنعنا لهم سفرة في جراب، فقطعت أسماء بنت أبي بكر قطعة من نطاقها وربطت به على فم الجراب، فبذلك سميت ذات النطاقين، قالت: ثم لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر [ ص: 358 ] بغار في جبل ثور، فمكثا فيه ثلاث ليال، يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر، وهو غلام شلب ثقف لقن، فيدلج من عندهما بسحر، فيصبح مع قريش بمكة كبائت، فلا يسمع أمرا يكتادان به إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام، ويرعى عليهم عامر بن فهيرة مولى أبي بكر منحة من غنم، فيريحها عليهما حين يذهب ساعة من العشاء، فيبيتان في رسل، وهو لبن منحتهما ورضيفهما حتى ينعق بهما عامر بن فهيرة بغلس، يفعل ذلك في كل ليلة من تلك الليالي الثلاثة، واستأجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر رجلا من بني الديل، وهو من بني عبد بن عدي هاديا خريتا، والخريت: الماهر بالهداية، قد غمس حلفا في آل العاص بن وائل السهمي، وهو على دين كفار قريش فأمناه، فدفعا إليه راحلتيهما، وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليال براحلتيهما صبح ثلاث، فانطلق معهما عامر بن فهيرة والدليل، فأخذ بهم طريق السواحل.


                                                                            قال ابن شهاب : وأخبرني عبد الرحمن بن مالك المدلجي، [ ص: 359 ] وهو ابن أخي سراقة بن مالك بن جعشم، يقول: جاءنا رسل كفار قريش يجعلون في رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر دية كل واحد منهما لمن قتله أو أسره، فبينما أنا جالس في مجلس من مجالس قومي بني مدلج، أقبل رجل منهم حتى قام علينا، ونحن جلوس، فقال: يا سراقة، إني قد رأيت آنفا أسودة بالساحل أراها محمدا وأصحابه، قال سراقة: فعرفت أنهم هم، فقلت له: إنهم ليسوا بهم، ولكنك رأيت فلانا وفلانا انطلقوا بأعيننا، ثم لبثت في المجلس ساعة، ثم قمت، فدخلت فأمرت جاريتي أن تخرج بفرسي، وهي من وراء أكمة، فتحبسها علي، وأخذت رمحي، فخرجت به من ظهر البيت، فخططت بزجه الأرض، وخفضت عاليه حتى أتيت فرسي فركبتها، فدفعتها تقرب بي حتى دنوت منهم، فعثرت بي فرسي، فخررت عنها، فقمت فأهويت يدي إلى كنانتي، فاستخرجت منها الأزلام، فاستقسمت بها أضرهم أم لا، فخرج الذي أكره، فركبت فرسي، وعصيت الأزلام، تقرب بي حتى إذا سمعت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لا يلتفت، وأبو بكر يكثر الالتفات، [ ص: 360 ] ساخت يدا فرسي في الأرض حتى بلغتا الركبتين، فخررت عنها، ثم زجرتها، فنهضت، فلم تكد تخرج يديها، فلما استوت قائمة إذا لأثر يديها غبار ساطع في السماء مثل الدخان، فاستقسمت بالأزلام، فخرج الذي أكره، فناديتهم بالأمان، فوقفوا، فركبت فرسي حتى جئتهم، ووقع في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهم أن سيظهر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت له: إن قومك قد جعلوا فيك الدية، وأخبرتهم أخبار ما يريد الناس بهم، وعرضت عليهم الزاد والمتاع، فلم يرزآني، ولم يسألاني إلا أن قال: "أخف عنا" فسألته أن يكتب لي كتاب أمن، فأمر عامر بن فهيرة، فكتب في رقعة من أدم، ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

                                                                            قال ابن شهاب : فأخبرني عروة بن الزبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي الزبير في ركب من المسلمين كانوا تجارا قافلين من الشام، فكسا الزبير رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر ثياب بياض، ويسمع المسلمون بالمدينة مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة، فكانوا يغدون كل غداة إلى الحرة، فينتظرونه [ ص: 361 ] حتى يردهم حر الظهيرة، فانطلقوا أيضا بعدما أطالوا انتظارهم، فلما أووا إلى بيوتهم، أوفى رجل من اليهود على أطم من آطامهم لأمر ينظر إليه، فبصر برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مبيضين، يزول بهم السراب، فلم يملك اليهودي أن قال بأعلى صوته: يا معشر العرب، هذا جدكم الذي تنتظرون.

                                                                            فثار المسلمون إلى السلاح، فتلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهر الحرة، فعدل بهم ذات اليمين حتى نزل بهم في بني عمرو بن عوف، وذلك يوم الاثنين من شهر ربيع الأول، فقام أبو بكر للناس، وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم صامتا، فطفق من جاء من الأنصار من لم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم يحيي أبا بكر حتى أصابت الشمس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل أبو بكر حتى ظلل عليه بردائه، فعرف الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك، فلبث رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة، وأسس المسجد الذي أسس على التقوى، وصلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ركب راحلته، فسار يمشي معه الناس حتى بركت عند مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وهو يصلي فيه يومئذ رجال [ ص: 362 ] من المسلمين، وكان مربدا للتمر لسهيل وسهل غلامين يتيمين في حجر أسعد بن زرارة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بركت به راحلته: "هذا إن شاء الله المنزل" ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الغلامين، فساومهما بالمربد، ليتخذه مسجدا، فقالا: بل نهبه لك يا رسول الله، ثم بناه مسجدا، وطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل معهم اللبن في بنيانه، ويقول وهو ينقل اللبن:


                                                                            هذا الحمال لا حمال خيبر هذا أبر ربنا وأطهر

                                                                            .

                                                                            ويقول:


                                                                            اللهم إن الأجر أجر الآخرة     فارحم الأنصار والمهاجره

                                                                            .

                                                                            فتمثل ببيت رجل من المسلمين لم يسم لي.


                                                                            قال ابن شهاب : ولم يبلغنا في الأحاديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تمثل ببيت شعر تام غير هذه الأبيات.

                                                                            هذا حديث صحيح. [ ص: 363 ] .

                                                                            قلت: قوله: تكسب المعدم، أي: تعطيه المال.

                                                                            وقولها: فلم تكذب قريش بجواره.

                                                                            يعني: لم ترد جواره، وكل من كذب بشيء، فقد رده.

                                                                            وقولها: فيتقذف عليه نساء المشركين وأبناؤهم، أي: يزدحمون عليه، يقال: الناس يتقاذفون على فلان، أي: يقذف بعضهم بعضا، فيتساقطون عليه، ويروى: فيتقصف، والمراد منه الازدحام حتى يسقط بعضهم على بعض، وفي الحديث: " أنا والنبيون فراط القاصفين " فالقاصفون: الذين يزدحمون، يقول: نحن نتقدم إلى الجنة، وهم على الأثر يزدحمون حتى يقصف بعضهم بعضا بدارا إلى الجنة، وقيل: معناه: أنا والنبيون متقدمون في الشفاعة لقوم كثيرين متدافعين مزدحمين، وأصل القصف: الكسر.

                                                                            قولهم: كرهنا أن نخفرك، أي: ننقض ذمتك، يقال: خفرت الرجل: إذا حفظته، وأخفرته: إذا نقضت عهده.

                                                                            والنطاق: أن تلبس المرأة ثوبا، وتشد وسطها بحبل، ثم ترسل الأعلى على الأسفل، فسميت أسماء ذات النطاقين، لأنه كان لها نطاقان قطعت أحدهما لزاد النبي صلى الله عليه وسلم.

                                                                            وقولها عن صفة عبد الله بن أبي بكر: هو شاب ثقف، أي: [ ص: 364 ] ذو فطنة، يقال: غلام ثقف، وامرأة ثقاف.

                                                                            وقولها: لقن، أي: حسن التلقن لما يسمعه، واللقن: الفهم، يقال: لقنت الحديث ألقنه لقنا.

                                                                            وقولها: فيدلج بسحر، يقال: أدلج: إذا سار الليل كله، وادلج بالتشديد: إذا سار سحرا.

                                                                            يكتادان به من الكيد.

                                                                            وقولها: ورضيفهما: فالرضيف: اللبن المرضوف، وهو الذي طرح فيه الرضفة، وهي الحجارة المحماة، لتذهب وخامته، يقال: رضفت اللبن والقدر.

                                                                            والخريت: الدليل الحاذق الذي يهتدي لمثل خرت الإبرة من الطريق.

                                                                            وقولها: غمس حلفا.

                                                                            تريد أنه كان حليفا لهم، وذلك أنهم كانوا إذا عقدوا حلفا وضعوا جفنة من طيب، فغمسوا أيديهم فيها لتأكيد الحلف.

                                                                            قوله: رأيت أسودة، جمع سواد الإنسان، وهو شخصه.

                                                                            وقوله: فدفعتها تقرب: التقريب: دون الحضر في سير الدابة، وفوق سير العادة.

                                                                            وقول سراقة: فاستقسمت بالأزلام، الأزلام: قداح زلمت وسويت، أي: أخذ من حروفها، وأزلام بقر الوحش: قوائمها، شبهت بأزلام القداح للطافتها، واحدها زلم وزلم، كانت العرب في الجاهلية تتخذها، مكتوب عليها الأمر والنهي، تضعها في وعاء، وإذا أراد واحد سفرا أو حاجة، أخرج منها زلما، فإن خرج الآمر مضى، وإن خرج الناهي، كف وانصرف، ومعنى الاستقسام: طلب معرفة قسمي الخير والشر، والنفع والضر.

                                                                            ساخت يدا فرسي، [ ص: 365 ] أي: غابت في الأرض.

                                                                            وقوله: وإذا لأثر يديها غبار ساطع.

                                                                            ويروى: فخرجت قوائمها ولها عثان، بالثاء المثلثة والنون، والعثان: أصله الدخان، وجمعه عواثن، وجمع الدخان دواخن على غير قياس.

                                                                            قال أبو عبيد: ولا نعلم في الكلام شيئا يشبههما.

                                                                            وطعام عثن ومعثون، أي: دخن.

                                                                            قوله: يرزآني، أي: لم يسألاني، يقال: رزأته ماله رزءا، أي: أخذته.

                                                                            قوله: أوفى رجل، أي: أشرف على أطم، والأطم: الحصن.

                                                                            قوله: هذا جدكم الذي تنظرون.

                                                                            يعني: حظكم ودولتكم التي كنتم تتوقعونها.

                                                                            فثار المسلمون، أي: وثبوا.

                                                                            المربد: الموضع الذي يجعل فيه التمر إذا صرم قبل أن يجعل في الأوعية، وينقل إلى البيوت، والمربد: الموضع الذي يحبس فيه الإبل والغنم، والربد: الحبس.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية