الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
أنبأنا عمرو بن محمد ، حدثنا الغلابي ، حدثنا محمد بن عبيد الله الجشمي ، حدثنا علي بن محمد المدائني، قال: "وشى واش بعبد الله بن همام السلولي إلى زياد، قال: فبعث زياد إلى ابن همام، فجاء، فأدخل الرجل بيتا، فقال له زياد: يا ابن همام، بلغني أنك هجوتني، فقال له: كلا، أصلحك الله! ما فعلت، وما أنت لذلك [ ص: 178 ] أهل، قال: فإن هذا أخبرني، وأخرج الرجل، فأطرق ابن همام هنيهة، ثم أقبل على الرجل، فقال:


وأنت امرؤ: إما ائتمنتك خاليا فخنت، وإما قلت قولا بلا علم     فأنت من الأمر الذي كان بيننا
بمنزلة بين الخيانة والإثم



قال: فأعجب زياد بجوابه، وأدناه، وأقصى الساعي، ولم يقبل منه.

وأنشدني ابن زنجي البغدادي:


يمشون في الناس يبغون العيوب لمن     لا عيب فيه لكي يستشرف العطب
إن يعلموا الخير يخفوه، وإن علموا     شرا أذاعوا، وإن لم يعلموا كذبوا



التالي السابق


الخدمات العلمية