الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
أخبرني محمد بن أبي علي ، حدثنا ابن أبي شيبة أبو جعفر ، حدثنا الحسن بن صالح قال: سمعت حجين بن المثنى يقول: "سعى رجل بالليث بن سعد إلى والي مصر، فبعث إليه فدعاه، فلما دخل عليه، قال له: يا أبا الحارث، إن هذا أبلغني عنك كذا وكذا، فقال له الليث: سله - أصلح الله الأمير - عما أبلغك: أهو شيء ائتمناه عليه، فخاننا فيه، فما ينبغي لك أن تقبل من خائن، أو شيء كذب علينا فيه، فما ينبغي لك أن تقبل من كاذب؟ فقال الوالي: صدقت يا أبا الحارث".

أخبرنا ابن حوصا ، حدثنا عبد الله بن هانئ بن عبد الرحمن ، عن ابن أبي علية ، عن أبيه، عن عمه إبراهيم بن أبي عبلة، قال: "كنت جالسا مع أم الدرداء، فأتاها آت، فقال: يا أم الدرداء، إن رجلا نال منك عند عبد الملك بن مروان، فقالت: إن نؤبن بما ليس فينا فطالما زكينا بما ليس فينا".

قال أبو حاتم - رضي الله عنه - : الواجب على العاقل لزوم الإغضاء عما ينقل الوشاة، وصرف جميعها إلى الإحسان، وترك الخروج إلى ما لا يليق بأهل العقل، مع ترك الإفكار فيما يزري بالعقل؛ لأن من وشى بالشيء إلى إنسان بعينه يكون قصده إلى المخبر أكثر من قصده إلى المخبر به؛ لمشافهته إياه بالشيء الذي يشق عليه [ ص: 179 ] علمه وسماعه".

ولقد أحسن الذي يقول:


من يخبرك بشتم عن أخ فهو الشاتم، لا من شتمك     ذاك شيء لم يشافهك به
إنما اللوم على من أعلمك     كيف لم ينصرك إن كان أخا
ذا وفاء عند من قد ظلمك     إنما رام بإبلاغ الذي
نم فيه - فاعلمن - أن يرغمك     فأهنه، إنه من لؤمه
إن تهنه بهوان أكرمك     لكن الحر إذا أكرمته
لم يصغرك، ولكن فخمك



التالي السابق


الخدمات العلمية