[ ص: 1126 ] فصل : المذهب الخامس : أنهم  مردودون إلى محض مشيئة الله بلا سبب   ، ولا عمل .  
فيجوز أن يعمهم جميعهم برحمته ، وأن يدخل بعضهم الجنة وبعضهم النار . ولا سبيل لنا إلى إثبات شيء من هذه الأقسام إلا بخبر يجب المصير إليه ، وكلها جائزة بالنسبة إلى الله ، وإنما يترجح بعضها على بعض بمجرد المشيئة ، وهذا قول  الجبرية   نفاة الحكمة والتعليل ، وقد ظن كثير من هؤلاء أن هذا جواب النبي - صلى الله عليه وسلم - حين سئل عنهم فقال : "  الله أعلم بما كانوا عاملين     " ، وهذا الفهم غلط على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجوابه لا يدل على ذلك أصلا ، بل هو حجة عليهم ، فإنه لم يقل هم في مشيئة الله يفعل فيهم ما يشاء بلا سبب ولا عمل ، بل أخبر أن الله يعلم أعمالهم التي يستحقون بها الثواب ، أو العقاب لو عاشوا .  
وقد دلت الآثار التي سنذكرها على ظهور معلومه فيهم - في الدار الآخرة - الذي يقع عليه الثواب والعقاب .  
وهذا المذهب مبني على أصول  الجبرية   المنكرين للأسباب ، والحكم ، والتعليل ، وهو مذهب مخالف للعقل والفطرة ، والقرآن ، والسنة وجميع ما جاءت به الرسل .  
				
						
						
