[ ص: 107 ] 116 - حدثنا ، حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا عثمان بن عمر ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، قال : البراء بن عازب من أبي رحلا بثلاثة عشر درهما ، فقال : مر أبو بكر يحمله إلى رحلي ، فقال : لا ، حتى تخبرني كيف خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من البراء مكة إلى المدينة ، فقال : ارتحلنا فاحتبسنا يومنا وليلتنا حتى قام ظهرا - أو قال : قام قائم الظهيرة - فرميت ببصري فإذا أنا بصخرة لها بقية من ظل فرششته ، وفرشت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيه فروة ، فقلت : نم يا رسول الله ، ثم انطلقت أنفض ما حولي ، هل أرى من الطلب أحدا ؟ فإذا أنا براعي غنم يريد من الصخرة مثل ما أردت ، فقلت : من أنت يا غلام ؟ قال : لرجل من قريش ، فعرفته ، فقلت : هل في غنمك من لبن ؟ قال : نعم ، قلت : هل أنت حالبنا ؟ قال : نعم ، فأمرته فاعتقل شاة من الغنم ، فأمرته فنفض ضرعها ، ثم أمرته فنفض كفيه من الغبار ، فحلب لي كثبة من لبن ومعي إداوة على فمها خرقة ، فصببت الماء على اللبن ، ثم أتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوافقته قد استيقظ ، قلت : اشرب يا رسول الله ، وارتحلنا ، فلم يلحقنا من الطلب أحد غير على فرس له ، فقلت : هذا الطلب قد لحقنا يا رسول الله ، قال : لا تحزن إن الله معنا ، فلما دنا دعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فساخ فرسه في الأرض إلى بطنه ، ووثب عنه ، وقال : يا سراقة بن مالك بن جعشم محمد ، قد علمت أن هذا عملك ، فادع الله أن يخلصني مما [ ص: 108 ] أنا فيه ، ولك علي لأعمين على من ورائي ، وهذه كنانتي فخذ سهما منها ، فإنك ستمر على إبلي وغلماني بمكان كذا وكذا ، فخذ منها حاجتك ، فقال : لا حاجة لي في إبلك ، فقدمنا إلى المدينة ليلا ، فتنازعوا أيهم ينزل عليهم ، فقال : أنزل على بني النجار أخوال عبد المطلب أكرمهم بذلك ، فصعد الرجال والنساء فوق البيوت ، وتفرق الغلمان والخدم في الطرق ينادون : يا محمد ، يا رسول الله ، يا محمد ، يا رسول الله اشترى .