[ ص: 116 ] 404 - ( 2731 ) - حدثنا ، حدثنا أبو عباد قطن بن نسير الغبري ، حدثنا جعفر بن سليمان ، عن ثابت البناني قال : أبي رافع أبو لؤلؤة عبدا وكان يصنع الأرحاء ، وكان للمغيرة بن شعبة يستغله كل يوم أربعة دراهم ، فلقي المغيرة أبو لؤلؤة فقال : يا أمير المؤمنين إن عمر قد أثقل علي غلتي فكلمه يخفف عني ، فقال له المغيرة عمر : اتق الله وأحسن إلى مولاك ، ومن نية عمر أن يلقى فيكلمه يخفف ، فغضب العبد وقال : وسع الناس كلهم عدله غيري ، فأضمر على قتله فاصطنع خنجرا له رأسان ، وشحذه وسمه ثم أتى به المغيرة الهرمزان فقال كيف ترى هذا ؟ قال : أرى أنك لا تضرب بهذا أحدا إلا قتلته ، قال : فتحين أبو لؤلؤة فجاء في صلاة الغداة حتى قام وراء عمر وكان عمر إذا أقيمت الصلاة فتكلم يقول : أقيموا صفوفكم كما كان يقول ، فلما كبر وجأه أبو لؤلؤة في كتفه ، ووجأه في خاصرته ، فسقط عمر ، وطعن بخنجره ثلاثة عشر رجلا ، فهلك منهم سبعة وأفرق منهم ستة ، وجعل عمر يذهب به إلى منزله ، وصاح الناس حتى كادت تطلع الشمس ، فنادى يا أيها الناس الصلاة الصلاة الصلاة ، قال : وفزعوا إلى الصلاة ، فتقدم عبد الرحمن بن عوف فصلى [ ص: 117 ] بهم بأقصر سورتين من القرآن ، فلما قضى صلاته توجهوا إلى عبد الرحمن بن عوف عمر ، فدعا بشراب لينظر ما قدر جرحه ، فأتي بنبيذ فشربه فخرج من جرحه فلم يدر أنبيذ هو أم دم ، فدعا بلبن فشربه فخرج من جرحه ، فقالوا لا بأس عليك يا أمير المؤمنين ، فقال إن يكن للقتل بأس فقد قتلت ، فجعل الناس يثنون عليه يقولون : جزاك الله خيرا يا أمير المؤمنين ، كنت وكنت ، ثم ينصرفون ويجيء قوم آخرون فيثنون عليه ، فقال عمر : أما والله على ما تقولون وددت أني خرجت منها كفافا لا علي ولا لي ، وأن صحبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد سلمت لي ، فتكلم وكان عند رأسه ، وكان خليطه كأنه من أهله ، وكان عبد الله بن عباس يقرأ القرآن ، فتكلم ابن عباس فقال والله لا تخرج منها كفافا ، لقد صحبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصحبته خير ما صحبه صاحب ، كنت له وكنت له وكنت له ، حتى قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عنك راض ، ثم صحبت خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم وليتها يا أمير المؤمنين أنت فوليتها بخير ما وليها وال ؛ كنت تفعل وكنت تفعل ، فكان عبد الله بن عباس عمر يستريح إلى حديث ، فقال ابن عباس عمر يا كرر علي حديثك ، فكرر عليه ، فقال ابن عباس عمر أما والله على ما تقولون لو أن لي طلاع الأرض ذهبا لافتديت به اليوم من هول المطلع ، قد جعلتها [ ص: 118 ] شورى في ستة : في عثمان وعلي وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف ، وجعل وسعد بن أبي وقاص معهم مشيرا وليس منهم ، وأجلهم ثلاثا ، وأمر عبد الله بن عمر صهيبا أن يصلي بالناس . كان