الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 174 ] بكر المزني عن أنس

1396 - ( 4151 ) - أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي ، حدثنا هدبة بن خالد ، حدثنا مبارك بن فضالة ، حدثنا بكر ، وثابت البناني ، عن أنس ، أن أبا طلحة رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طاويا ، فجاء إلى أم سليم ، فقال : إني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طاويا ، فهل عندك شيء ؟ قالت : ما عندنا إلا نحو من مد من دقيق شعير ، قال : فاعجنيه وأصلحيه عسى أن ندعو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيأكل عندنا ، قال : فعجنته وخبزته فجاء قرصا ، قال : فقال لي : ادع النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعه ناس ، قال مبارك : أحسبه قال : بضعة وثمانين ، قال : فقلت : يا رسول الله ، أبو طلحة [ ص: 175 ] يدعوك ، فقال لأصحابه : أجيبوا أبا طلحة ، فجئت مسرعا حتى أخبرته أنه قد جاء أصحابه .

قال بكر : فقفدني قفدة ، فقال ثابت : قال أبو طلحة : رسول الله أعلم بما في بيتي مني .

وقالا جميعا ، عن أنس : فاستقبله أبو طلحة ، فقال : يا رسول الله ، ما عندنا شيء إلا قرص ، رأيتك طاويا فأمرت أم سليم فجعلت لك قرصا .

قال : دعا بالقرص ، ودعا بالجفنة فوضعه فيها ، فقال : هل من سمن ؟ قال أبو طلحة : قد كان في العكة شيء ، قال : فجاء بها ، قال : فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو طلحة يعصرانها حتى خرج شيء ، فمسح النبي - صلى الله عليه وسلم - سبابته ، ثم مسح القرص : فانتفخ ، فقال : باسم الله ، فانتفخ القرص فلم يزل يصنع ذلك ، والقرص ينتفخ حتى رأيت القرص في الجفنة يتصيع .

فقال : ادع عشرة من أصحابي ، فدعوت له عشرة ، قال : فوضع النبي - صلى الله عليه وسلم - يده وسط القرص ، فقال : كلوا بسم الله ، فأكلوا حوالي القرص حتى شبعوا ، قال : ثم قال : ادع لي عشرة آخرين ، فدعوت له عشرة آخرين ، فقال : كلوا بسم الله . [ ص: 176 ] فأكلوا من حوالي القرص حتى شبعوا ، فلم يزل يدعو عشرة عشرة يأكلون من ذلك القرص حتى شبعوا ، وإن وسط القرص حيث وضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده كما هو
 
.

التالي السابق


الخدمات العلمية