الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1425 - ( 4180 ) - حدثنا جعفر بن مهران ، حدثنا عبد الوارث ، عن أبي التياح الضبعي ، حدثنا أنس بن مالك ، قال : لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة نزل في علو بالمدينة ، في حي يقال له : ابن عمرو بن عوف ، فأقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهم أربع عشرة ليلة ، ثم أرسل إلى ملأ من بني النجار فجاءوا متقلدين سيوفهم ، قال أنس : فكأني أنظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على راحلته ، وأبو بكر ردفه ، وملأ من بني النجار حوله ، حتى ألقى بفناء أبي أيوب ، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي حيث أدركته الصلاة ، ويصلي في مرابض الغنم ، ثم إنه أمر ببناء المسجد ، فأرسل إلى ملأ من بني النجار فجاءوا ، فقال : يا بني النجار ، [ ص: 194 ] ثامنوني بحائطكم هذا ، قالوا : لا ، والله لا نطلب به ثمنا إلا إلى الله ، قال أنس : فكان فيه ما أقول لكم : كانت فيه قبور المشركين ، وكانت خربا ، وكان فيه نخل ، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقبور المشركين فنبشت ، وبالخرب فسويت ، وبالنخل فقطع ، فوضعوا النخل قبلة المسجد ، وجعلوا عضادتيه حجارة ، قال : فجعلوا ينقلون ذلك الصخر وهم يرتجزون ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - معهم ، وهم يقولون :


اللهم لا خير إلا خير الآخره فاغفر للأنصار والمهاجره .

 

التالي السابق


الخدمات العلمية