214 - ( 474 ) - حدثنا حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل ، ، عن يحيى بن سليم ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عبيد الله بن عياض بن عمرو القاري ، فدخل على عبد الله بن شداد ، ونحن عندها جلوس ، مرجعه من عائشة العراق ليالي قتل ، فقالت له : يا علي بن أبي طالب ابن شداد بن الهاد ، هل أنت صادقي عما أسألك عنه ؟ حدثني عن القوم الذين قتلهم علي ، قال : وما لي لا أصدقك ؟ قالت : فحدثني عن قصتهم ، قال : فإن لما كاتب علي بن أبي طالب معاوية وحكم الحكمان خرج عليه ثمانية آلاف من قراء الناس ، فنزلوا بأرض يقال لها : حروراء من جانب الكوفة ، وأنهم عتبوا عليه ، فقالوا : انسلخت من قميص كساكه الله ، [ ص: 368 ] واسم سماك الله به ، ثم انطلقت فحكمت في دين الله ، فلا حكم إلا لله ، فلما بلغ عليا ما عتبوا عليه وفارقوه عليه ، أمر مؤذنا فأذن أن لا يدخلن على أمير المؤمنين إلا من قد حمل القرآن ، فلما امتلأت الدار من قراء الناس دعا بمصحف إمام عظيم ، فوضعه علي بين يديه فطفق يصكه بيده ، ويقول : أيها المصحف ، حدث الناس ، فناداه الناس : يا أمير المؤمنين ما تسأل عنه إنما هو مداد في ورق ، ونحن نتكلم بما رأينا منه ، فما تريد ؟ قال : أصحابكم أولاء الذين خرجوا ، بيني وبينهم كتاب الله ، يقول الله في كتابه في امرأة ورجل : وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما . فأمة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم حرمة - أو : ذمة - من امرأة ورجل ، ونقموا علي أني كاتبت معاوية ، كتبت ، وقد جاءنا علي بن أبي طالب سهيل بن عمرو فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم : بسم الله الرحمن الرحيم ، قال : لا تكتب بسم الله الرحمن الرحيم ، قال : وكيف نكتب ؟ فقال سهيل : اكتب : باسمك اللهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فاكتب : محمد رسول الله ، فقال : لو أعلم أنك رسول الله لم أخالفك ، فكتب : هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله قريشا ، يقول الله في كتابه : لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر [ ص: 369 ] فبعث إليهم ، فخرجت معه حتى إذا توسطت عسكرهم ، قام عبد الله بن عباس ابن الكواء فخطب الناس ، فقال : أيا حملة القرآن ، هذا ، فمن لم يكن يعرفه فليعرفه ، فإنما أعرفه من كتاب الله ، هذا ممن نزل فيه وفي قومه عبد الله بن عباس قوم خصمون فردوه إلى صاحبه ، ولا تواضعوه كتاب الله ، قال : فقام خطباؤهم ، فقالوا : والله لنواضعنه الكتاب ، فإن جاءنا بحق نعرفه لنتبعنه ، وإن جاء بباطل لنبكتنه بباطل ، ولنردنه إلى صاحبه ، فواضعوا الكتاب ثلاثة أيام ، فرجع منهم أربعة آلاف ، كلهم تائب ، فيهم عبد الله بن عباس ابن الكواء ، حتى أدخلهم علي على الكوفة ، فبعث علي إلى بقيتهم ، قال : قد كان من أمرنا وأمر الناس ما قد رأيتم ، فقفوا حيث شئتم ، بيننا وبينكم : ألا تسفكوا دما حراما ، أو تقطعوا سبيلا ، أو تظلموا ذمة ، فإنكم إن فعلتم فقد نبذنا إليكم الحرب على سواء إن الله لا يحب الخائنين ، قال : فقالت له : يا عائشة ابن شداد ، فقد قتلهم ؟ قال : فوالله ما بعث إليهم حتى قطعوا السبيل وسفكوا الدماء ، واستحلوا الذمة ، قالت : والله ؟ قال : والله الذي لا إله إلا هو لقد كان ، [ ص: 370 ] قالت : فما شيء بلغني عن أهل العراق يتحدثونه ، يقولون : ذا الثدية ؟ مرتين ، قال : قد رأيته وقمت مع علي عليه في القتلى ، فدعا الناس ، فقال : هل تعرفون هذا ؟ فما أكثر من جاء يقول : رأيته في مسجد بني فلان يصلي ، ولم يأتوا فيه بثبت يعرف إلا ذلك ، قالت : فما قول علي حين قام عليه ، كما يزعم أهل العراق ؟ قال : سمعته يقول : صدق الله ورسوله ، قالت : فهل سمعت أنه قال غير ذلك ؟ قال : اللهم لا ، قالت : أجل ، صدق الله ورسوله ، يرحم الله عليا إنه كان من كلامه لا يرى شيئا يعجبه ، إلا قال : صدق الله ورسوله ، فذهب أهل العراق فيكذبون عليه ويزيدون عليه في الحديث . أنه جاء