الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
222 - ( 482 ) - حدثنا أبو هشام الرفاعي ، حدثنا ابن فضيل ، عن عاصم بن كليب ، عن أبيه ، قال : كنت جالسا عند علي ، إذ جاء رجل عليه ثياب السفر ، فقال : يا أمير المؤمنين ، تأذن لي أن أتكلم ؟ وعلي يكلم الناس ويكلمونه ، فلم يلتفت إليه ، فسألته عن خبره ، فقال : كنت معتمرا ، فلقيت عائشة ، فقالت : ما هؤلاء القوم الذين خرجوا في أرضكم يسمون الحرورية ؟ قلت : خرجوا من مكان يسمى حروراء ، فسموا بذلك ، قالت : أشهدت هلكتهم ؟ فلا أدري ، قال : نعم ، أم لا ، فقالت : طوبى لمن شهد مهلكتهم ، أما والله لو شاء علي بن أبي طالب لأخبركم خبرهم ، فجئت أسأله عن خبرهم ، وفرغ علي ، فقال : أين المستأذن ؟ فقص عليه ما قص علينا ، فهلل علي وكبر مرتين ، ثم قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس عنده غير عائشة أم المؤمنين ، فقال : يا علي ، كيف أنت وقوم كذا وكذا ، قلت : الله ورسوله أعلم ، وأشار بيده ، قال : قوم يخرجون من المشرق ، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، فيهم رجل مخدج ، كأن يده ثدي حبشية ، أنشدكم بالله أخبرتكم بهم ؟ قالوا : نعم ، قال : أنشدكم [ ص: 376 ] بالله أخبرتكم أنه منهم ؟ قالوا : نعم ، قال : فأخبرتموني أنه ليس منهم ، فحلفت لكم أنه منهم ، قالوا : نعم ، فأتيتموني تسحبونه كما نعت لكم ؟ قالوا : نعم ، قال : صدق الله ورسوله   .

التالي السابق


الخدمات العلمية