56 - حدثنا أبو موسى إسحاق بن إبراهيم الهروي ، حدثنا ، حدثنا النضر بن شميل ، حدثنا أبو نعامة البراء بن نوفل ، عن والان العدوي ، عن . حذيفة
عن ، قال : أبي بكر الصديق لأبي بكر : سل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شأنه ؛ صنع اليوم شيئا لم يصنعه قط ؟ فقال : نعم ، عرض علي ما هو كائن من أمر الدنيا والآخرة ، فجمع الأولون والآخرون في صعيد واحد ، ففظع الناس بذلك ، فانطلقوا إلى آدم ، والعرق يكاد يلجمهم ، فقالوا : يا آدم ، أنت أبو البشر وأنت اصطفاك الله ، اشفع لنا إلى ربك ، فقال : لقد لقيت مثل الذي لقيتم ، انطلقوا إلى أبيكم بعد أبيكم ، إلى نوح ، إن الله اصطفى نوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ، قال : فينطلقون إلى نوح ، فيقولون : اشفع لنا إلى ربك ، أنت اصطفاك الله واستجاب لك في دعائك ، فلم يدع على الأرض من الكافرين ديارا ، فيقول : ليس ذاكم عندي ، انطلقوا إلى موسى ، فإن الله كلمه تكليما ، فيقول موسى : ليس ذاكم عندي ، ولكن انطلقوا إلى عيسى ، فإنه كان يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى ، فيقول عيسى : ليس ذاكم عندي ، ولكن انطلقوا إلى سيد ولد آدم ، فإنه أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ، انطلقوا إلى محمد يشفع لكم إلى ربكم ، قال : فينطلق ، فينادى جبريل ، قال : فيأتي جبريل ربه ، فيقول الله : ائذن له وبشره بالجنة ، قال : فينطلق به جبريل ، فخر ساجدا قدر جمعة ، ثم يقول الله : يا محمد ، ارفع رأسك ، وقل تسمع ، واشفع تشفع ، قال : فيرفع رأسه ، فإذا نظر إلى ربه خر ساجدا [ ص: 58 ] قدر جمعة أخرى ، فيقول الله : يا محمد ، ارفع رأسك ، وقل تسمع ، واشفع تشفع ، قال : ويقع ساجدا ، قال : فيأخذ جبريل بضبعيه ، قال : فيفتح الله عليه من الدعاء شيئا لم يفتحه على بشر قط ، قال : فيقول : أي رب ، جعلتني سيد ولد آدم ولا فخر ، وأول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ولا فخر ، حتى إنه ليرد علي الحوض أكثر ما بين صنعاء وأيلة ، قال : ثم يقال : ادعوا الصديقين ، فيشفعون ، قال : ثم يقال : ادعوا الأنبياء ، قال : فيجيء النبي عليه السلام معه العصابة ، والنبي معه الخمسة والستة ، والنبي ليس معه أحد ، قال : ثم يقال : ادعوا الشهداء ، قال : فيشفعون لمن أرادوا ، قال : فإذا فرغت الشهداء ، قال : يقول تبارك وتعالى : أنا أرحم الراحمين ، أدخلوا جنتي من كان لا يشرك بي شيئا ، قال : فيدخلون الجنة ، ثم يقول الله : انظروا إلى النار ، هل ثم أحد عمل خيرا قط ؟ قال : فيجدون في النار رجلا ، فيقال له : هل عملت خيرا قط ؟ قال : لا ، غير أني كنت أسامح في البيع ، قال : فيقول الله : اسمحا لعبدي سماحه إلى عبيدي ، ثم يخرج من النار ، قال : ورجل آخر ، فيقول الله : هل عملت خيرا قط ؟ فيقول : لا ، غير أني قد أمرت ولدي إذا أنا مت فأحرقوني ، ثم اطحنوني ، حتى إذا صرت [ ص: 59 ] مثل الكحل ، اذهبوا بي إلى البحر فاذروني في الريح ، قال : فقال الله : لم فعلت ذلك ؟ قال : من مخافتك ، قال : فيقول : انظروا إلى ملك أعظم ملك ، فإن لك مثله وعشر أمثاله ، قال : فيقول : أتسخر بي وأنت الملك ؟ وذلك الذي ضحكت منه بالضحى أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، فصلى الغداة ، ثم جلس حتى إذا كان من الضحى ، [ ص: 57 ] ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم جلس مكانه حتى صلى الأولى والعصر والمغرب ، كل ذلك لا يتكلم ، حتى صلى العشاء الآخرة ، ثم قام إلى أهله ، فقال الناس .