الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
300 - ( 6140 ) - حدثنا عمرو بن الضحاك ، حدثنا أبي ، حدثنا ابن جريج ، أخبرني أبو الزبير ، عن ابن عم لأبي هريرة ، عن أبي هريرة ، أن ماعز بن مالك ، جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، إني قد زنيت ، فأعرض عنه ، حتى قالها أربعا ، فلما كان في الخامسة ، قال : زنيت ؟ قال : نعم ، قال : وتدري ما الزنى ؟ قال : نعم ، أتيت منها حراما ما يأتي الرجل من امرأته حلالا ، قال : ما تريد إلى هذا القول ؟ قال : أريد أن تطهرني ، قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أدخلت ذلك منك في ذلك منها ، كما يغيب الميل في المكحلة ، والعصا في الشيء ؟ قال : نعم يا رسول الله ، قال : فأمر برجمه ، فرجم .

فسمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلين ، يقول أحدهما لصاحبه : ألم تر إلى هذا ، ستر الله عليه ، فلم تدعه نفسه حتى رجم رجم الكلب ؟ ! فسار النبي صلى الله عليه وسلم شيئا ، ثم مر بجيفة حمار ، فقال : أين فلان [ ص: 525 ] وفلان ؟ انزلا ، فكلا من جيفة هذا الحمار ، قالا : غفر الله لك يا رسول الله ، وهل يؤكل هذا ؟ قال : فما نلتما من أخيكما آنفا أشد أكلا منه ، والذي نفسي بيده إنه الآن في أنهار الجنة يتقمص فيها
 
.

التالي السابق


الخدمات العلمية