1 - ( 6830 ) - حدثنا ، حدثنا يعقوب بن إبراهيم النكري ، حدثنا عثمان بن عمر حرب بن سريج قال : حدثني رجل من بلعدوية قال : [ ص: 213 ] حدثني جدي قال : المدينة فنزلت عند الوادي فإذا رجلان بينهما عنز واحدة ، وإذا المشتري يقول للبائع : أحسن مبايعتي ، قال : فقلت في نفسي : هذا الهاشمي الذي أضل الناس أهو هو ؟ قال : فنظرت ، فإذا رجل حسن الجسم ، عظيم الجبهة ، دقيق الأنف ، دقيق الحاجبين ، وإذا من ثغرة نحره إلى سرته مثل الخيط الأسود شعر أسود ، وإذا هو بين طمرين ، قال : فدنا منا ، فقال : السلام عليكم ، فردوا عليه ، فلم ألبث أن دعا المشتري ، فقال : يا رسول الله ، قل له يحسن مبايعتي ، فمد يده وقال : أموالكم تملكون ، إني أرجو أن ألقى الله عز وجل يوم القيامة لا يطلبني أحد منكم بشيء ظلمته في مال ، ولا دم ، ولا عرض ، إلا بحقه ، رحم الله امرأ سهل البيع ، سهل الشراء ، سهل الأخذ ، سهل الإعطاء ، سهل القضاء ، سهل التقاضي ، ثم مضى ، فقلت : والله لأقصن هذا ، فإنه حسن القول ، فتبعته فقلت : يا محمد ، فالتفت إلي بجميعه ، فقال : ما تشاء ؟ فقلت : أنت الذي أضللت الناس وأهلكتهم وصددتهم عما كان يعبد آباؤهم ؟ قال : ذاك الله ، [ ص: 214 ] قلت : ما تدعو إليه ؟ قال : أدعو عباد الله إلى الله ، قال : ما تقول ؟ قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأني محمد رسول الله ، وتؤمن بما أنزل الله علي ، وتكفر باللات والعزى ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، قال : قلت : وما الزكاة ؟ قال : يرد غنينا على فقيرنا ، قال : قلت : نعم الشيء تدعو إليه ، قال : فلقد كان وما في الأرض أحد يتنفس أبغض إلي منه ، فما برح حتى كان أحب إلي من ولدي ، ووالدي ، ومن الناس أجمعين .
قال : فقلت : قد عرفت ، قال : قد عرفت ؟ قلت : نعم ، قال : تشهد أن لا إله إلا الله ، وأني محمد رسول الله ، وتؤمن بما أنزل علي ؟ قال : قلت : نعم يا رسول الله ، إني أرد ماء عليه كثير من الناس فأدعوهم إلى ما دعوتني إليه ، فإني أرجو أن يتبعوك ، قال : نعم ، فادعهم ، فأسلم أهل ذلك الماء رجالهم ونساؤهم ، فمسح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسه انطلقت إلى .