الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 337 ] 30 - ( 6908 ) - حدثنا هدبة بن خالد ، حدثنا سليمان بن المغيرة ، عن ثابت قال : حدثني ابن أم سلمة ، أن أبا سلمة جاء إلى أم سلمة ، فقال : لقد سمعت حديثا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحب إلي من كذا وكذا ولا أدري ما عدل به ، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : إنه لا تصيب أحدا مصيبة فيسترجع عند ذلك ، ثم يقول : اللهم عندك أحتسب مصيبتي هذه ، اللهم أخلفني منها بخير منها ، إلا أعطاه الله عز وجل ، قالت أم سلمة : فلما أصيب أبو سلمة ، قلت : اللهم عندك أحتسب مصيبتي هذه ، ولم تطب نفسي أن أقول : اللهم أخلفني منها بخير منها ، قلت : من خير من أبي سلمة ؟ أليس ، وليس ؟ ثم قالت ذلك ، فلما انقضت عدتها أرسل إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطبها ، فقالت : مرحبا برسول الله ، إن في خلالا ثلاثا : أنا امرأة مصبية ، وأنا امرأة شديدة الغيرة ، وأنا امرأة ليس هاهنا من أوليائي أحد شاهدا فيزوجني ، فغضب عمر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشد مما غضب لنفسه حين ردته ، فأتاها عمر ، فقال : أنت التي تردين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما تردينه ؟ [ ص: 338 ] فقالت : يا ابن الخطاب ، في كذا وكذا ، أتاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : أما ما ذكرت من غيرتك فإني أدعو الله أن يذهبها ، وأما ما ذكرت من صبيتك فإن الله سيكفيهم ، وأما ما ذكرت أنه ليس من أوليائك أحد شاهدا فإنه ليس من أوليائك أحد شاهد ولا غائب يكرهني ، فقالت لابنها : زوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فزوجه ، فقال : أما إني لم أنقصك مما أعطيت فلانة .

قال ثابت لابن أم سلمة : وما أعطى فلانة ؟ قال : جرتين تضع فيهما حاجتها ، ورحى ، ووسادة من أدم حشوها ليف .

ثم انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم أقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأتيها ، فلما رأته وضعت زينب ، أصغر ولدها ، في حجرها ، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما رآها انصرف ، وكان حييا كريما ، ثم أقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأتيها ، فلما رأته وضعتها في حجرها ، فانصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم أقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأتيها ، فوضعتها في حجرها ، فأقبل عمار مسرعا بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فانتزعها من حجرها ، وقال : هات هذه المشقوحة التي منعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حاجته ، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يرها قال : أين زناب ؟ قالت : أخذها عمار ، فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أهله ، فكانت في النساء كأنها ليست منهن لا تجد ما يجدن من الغيرة
 
.

التالي السابق


الخدمات العلمية