الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4 - ( 7212 ) - حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد ، أملاه علينا من كتابه ، حدثنا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة ، عن أسامة بن زيد ، [ ص: 171 ] عن زيد بن حارثة قال : خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما حارا من أيام مكة - وهو مردفي - إلى نصب من الأنصاب ، وقد ذبحنا له شاة فأنضجناها . قال : فلقيه زيد بن عمرو بن نفيل ، فحيا كل واحد منهما صاحبه بتحية الجاهلية ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " يا زيد ، ما لي أرى قومك قد شنفوا لك ؟ " قال : والله يا محمد إن ذلك لبغير نائلة لي منهم ، ولكني خرجت أبتغي هذا الدين ، حتى أقدم على أحبار فدك ، فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به .

قال : قلت : ما هذا بالدين الذي أبتغي ، فخرجت حتى أقدم على أحبار الشام فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به ، قلت : ما هذا بالدين الذي أبتغي ، فقال شيخ منهم : إنك لتسأل عن دين ما نعلم أحدا يعبد الله به إلا شيخ بالحيرة . قال : فخرجت حتى أقدم عليه ، فلما رآني قال : ممن أنت ؟ قلت : من أهل بيت الله ، من أهل الشوك والغرب ، فقال : إن الدين الذي تطلب قد ظهر ببلادك ، قد بعث نبي ، قد [ ص: 172 ] طلع نجمه ، وجميع من رأيتهم في ضلال ، فلم أحس بشيء بعد يا محمد .

قال : وقرب إليه السفرة . قال : فقال : ما هذا يا محمد ؟ فقال : شاة ذبحناها لنصب من الأنصاب " قال : فقال : ما كنت لآكل مما لم يذكر اسم الله عليه ، قال زيد بن حارثة : فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - البيت . قال : وتفرقنا فطاف به ، وأنا معه ، وبالصفا والمروة قال : وكان عند الصفا والمروة صنمان من نحاس : أحدهما يقال له : يساف ، والآخر يقال له : نائلة ، وكان المشركون إذا طافوا تمسحوا بهما ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " لا تمسحهما ، فإنهما رجس " فقلت في نفسي : لأمسنهما حتى أنظر ما يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - فمسستهما ، فقال : " يا زيد ، ألم تنه ؟ " قال : ومات زيد بن عمرو ، وأنزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لزيد : إنه يبعث أمة وحده
 
" .

التالي السابق


الخدمات العلمية