الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 282 ] 77 - ( 7297 ) - وعن أبي موسى قال : أرسلني أصحابي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسأله الحملان لهم إذ هم في جيش العسرة ، وهي غزوة تبوك ، فقلت : يا نبي الله ، إن أصحابي أرسلوني إليك لتحملهم قال : لا ، والله لا أحملهم على شيء ، ووافقته وهو غضبان ولا أشعر ، فرجعت حزينا من منع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن مخافة أن يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد وجد في نفسه علي ، فرجعت إلى أصحابي ، فأخبرتهم الذي قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم ألبث إلا سويعة إذ سمعت بلالا ينادي : [ ص: 283 ] أين عبد الله بن قيس ؟ فأجبته ، فقال : أجب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعوك ، فلما أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " خذ هذين القرينين ، وهذين القرينين ، وهذين القرينين - لستة أبعرة ابتاعهن حينئذ من سعد - فانطلق بهن إلى أصحابك ، فقل : إن الله - عز وجل - أو إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحملكم على هؤلاء ، فاركبوهن .

قال أبو موسى : فانطلقت إلى أصحابي بهن ، فقلت : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحمل على هؤلاء ، ولكن والله لا أدعكم حتى ينطلق معي بعضكم إلى من سمع مقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين سألته لكم ، ومنعه في أول مرة ، ثم أعطاه إياي بعد ذلك ، لا تظنوا أني حدثتكم شيئا لم يقله ، فقالوا : والله إنك عندنا لمصدق ، ولنفعلن ما أحببت ، فانطلق أبو موسى بنفر منهم حتى أتوا الذين سمعوا قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومنعه إياهم ، ثم أعطاه بعد ، فحدثهم مثل ما حدثهم أبو موسى سواء
 
.

التالي السابق


الخدمات العلمية