الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 299 ] 93 - ( 7313 ) - حدثنا أبو كريب ، حدثنا أبو أسامة ، عن بريد ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى قال : لما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حنين ، بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس ، فلقي دريد بن الصمة ، فقتل دريدا ، وهزم الله أصحابه ، قال أبو موسى : وبعثني مع أبي عامر قال : فرمي أبو عامر في ركبته ، رماه رجل من بني جشم بسهم ، فأثبته في [ ص: 300 ] ركبته ، فانتهيت إليه فقلت : يا عم ، من رماك ؟ فأشار أبو عامر إلى أبي موسى : أن ذاك قاتلي ، تراه ذاك الذي رماني ، قال أبو موسى : فقصدت له ، فاعتمدت له ، فلحقته ، فلما رآني ولى عني ذاهبا فاتبعته ، وجعلت أقول : ألا تستحي ؟ ألا تثبت ؟ ألا تستحي ؟ ألست عربيا ؟ فكف ، فالتقيت أنا وهو ، فاختلفنا أنا وهو ضربتين ، فضربته بالسيف فقتلته ثم رجعت إلى أبي عامر ، فقلت : قد قتل الله صاحبك .

قال : فانزع هذا السهم ، فنزعته ، فنزل منه الماء قال : يا ابن أخي ، انطلق إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأقرئه مني السلام ، وقل له : يقول لك : استغفر لي .

قال : فاستخلفني أبو عامر ، ومكث يسيرا ، ثم إنه مات ، فلما رجعت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخلت عليه وهو في بيت على سرير ، وقد أثر السرير بظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجنبيه ، فأخبرته خبرنا ، وخبر أبي عامر ، فقلت : إنه قد قال : استغفر لي . قال : فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بماء فتوضأ منه ، ثم رفع يديه ، ثم قال : اللهم اغفر لعبيد أبي عامر ، ثم قال : اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك ، ومن الناس .

فقلت : ولي يا رسول الله فاستغفر ، فقال [ ص: 301 ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه ، وأدخله مدخلا كريما .
 


قال أبو بردة : إحداهما لأبي عامر والأخرى لأبي موسى .

التالي السابق


الخدمات العلمية