الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
91 - حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، حدثني إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عبيد بن السباق ، عن زيد بن ثابت حدثه قال :

أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة ، فإذا عمر بن الخطاب عنده فقال أبو بكر : إن عمر أتاني فقال : إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن ، وإني أخشى أن يستحر القتل بقراء القرآن في المواطن ، فيذهب كثير من القرآن ، وإني أرى أن تأمر فيجمع ، [ ص: 92 ] قال : قلت : كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : فقال عمر : هو والله خير ، فلم يزل يراجعني في ذلك إلى أن شرح الله لذلك صدري ، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر ، قال زيد بن ثابت : قال أبو بكر : إنك فتى شاب عاقل لا نتهمك ، وقد كنت تكتب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم ، فتتبع القرآن فاجمعه ، قال زيد : والله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي من الذي أمرني به من جمع القرآن ، قال : قلت : كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : هو والله خير ، فلم يزل يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر ، ورأيت في ذلك الذي رأيا ، فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع واللخاف والعسب وصدور الرجال ، حتى فقدت آخر سورة التوبة فوجدتها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري ؛ لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم إلى خاتمة ( براءة ) ، وكانت الصحف عند أبي بكر حياته حتى توفاه الله ، ثم عند عمر حتى توفاه الله ، ثم عند حفصة   .

التالي السابق


الخدمات العلمية