الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          من تفسير [20] سورة طه

                                                                                                                                                                                          قوله: قال عكرمة والضحاك وابن جبير: طه بالنبطية يا رجل.  

                                                                                                                                                                                          أما قول عكرمة ، فقال ابن أبي حاتم. ثنا أحمد بن سنان ، ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، ثنا سفيان ، عن حصين ، عن عكرمة: طه أي طه، أي رجل.

                                                                                                                                                                                          [ ص: 252 ] ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه: عن وكيع ، (عن سفيان) مثله.

                                                                                                                                                                                          قال الفريابي: ثنا سفيان ، عن خصيف ، عن مجاهد وعكرمة في قوله: طه قال مجاهد: فواتح السور. وقال عكرمة: طه : أي رجل.

                                                                                                                                                                                          ورواه الحاكم في المستدرك: من طريق عمر بن أبي زائدة ، عن ابن عباس ، به.

                                                                                                                                                                                          ووقع لنا من هذا الوجه، وليس فيه ابن عباس: أخبرناه محمد بن أحمد بن علي المهدوي ، إذنا مشافهة، عن عبد الله بن علي الحميري ، أن محمد بن مهلهل ، أخبره: عن عبد الرحمن بن موقا ، أنبأنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي ، أنا أبي، أنا إسماعيل بن عمرو بن إسماعيل ، أنا الحسن بن رشيق ، ثنا محمد بن أحمد ابن جعفر ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا وكيع ، عن عمر بن أبي زائدة ، عن عكرمة ، قال: طه بالحبشية: يا رجل.

                                                                                                                                                                                          وأما قول الضحاك ، فأخبرناه محمد بن أحمد بن علي ، إذنا مشافهة، بهذا الإسناد، إلى وكيع ، عن سفيان ، عن الضحاك ، قال: طه : يا رجل بالنبطية.

                                                                                                                                                                                          وقال ابن جرير: ثنا محمد بن بشار ، ثنا أبو عاصم ، ثنا قرة بن خالد ، عن الضحاك ، قوله طه ، قال: يا رجل بالنبطية.

                                                                                                                                                                                          وأما قول سعيد بن جبير ، فقال البغوي في الجعديات: ثنا علي ، ثنا شريك ، عن سالم هو الأفطس ، عن سعيد ، في قوله: طه : يا رجل، وهو بالنبطية.

                                                                                                                                                                                          أخبرنا بذلك غير واحد من مشائخنا، إجازة مشافهة، عن يونس بن أبي إسحاق ، عن علي بن الحسين ، عن المبارك بن الحسن ، عن أبي محمد الخطيب الصريفيني ، أنا أبو القاسم بن حبابة ، ثنا أبو القاسم البغوي ، به، موقوفا على سعيد بن جبير.

                                                                                                                                                                                          [ ص: 253 ] وقد رويناه من طريق الأسود بن عامر شاذان ، عن شريك ، فذكر فيه ابن عباس: أخبرناه أبو المعالي الأزهري ، أنا أحمد بن أبي أحمد الصيرفي ، أنا أبو الفرج ابن أبي نصر ، أنا خليل بن بدر ، في كتابه، أنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم ، ثنا أبو بكر بن خلاد ، ثنا الحارث بن أبي أسامة ، ثنا الأسود بن عامر شاذان ، ثنا شريك ، عن سالم ، عن سعيد ، عن ابن عباس ، في قوله: طه ، أي يا رجل، وهي بالنبطية. قال شاذان: وربما قال شريك طه، يا رجل.

                                                                                                                                                                                          وكذا رواه ابن أبي حاتم ، من حديث إسرائيل ، عن سالم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، به.

                                                                                                                                                                                          ورواه ابن أبي شيبة: ، عن وكيع ، عن سفيان ، عن سالم ، ليس فيه ابن عباس.

                                                                                                                                                                                          قوله فيه: وقال مجاهد: أوزارا : أثقالا. من زينة القوم الحلي الذي استعاروا من آل فرعون، (فنبذتها). (فألقتها). ألقى : صنع فنسي موسى هم يقولونه أخطأ الرب. ألا يرجع إليهم قولا العجل. همسا حس الأقدام. حشرتني أعمى : عن حجتي. "وقد كنت بصيرا" في الدنيا. أزري ظهري. المثلى : الأمثل.

                                                                                                                                                                                          قال الفريابي: ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم ، قال: الحلي الذي استعاروا من آل فرعون، وهي الأثقال.

                                                                                                                                                                                          [ ص: 254 ] وبه، في قوله فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها قال: ألقيتها.

                                                                                                                                                                                          وفي قوله فكذلك ألقى السامري قال: صنع.

                                                                                                                                                                                          وفي قوله: هذا إلهكم وإله موسى فنسي : هم يقولونه قومه، أخطأ الرب.

                                                                                                                                                                                          وفي قوله: أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ، قال: العجل.

                                                                                                                                                                                          وقال ابن جرير: ثنا محمد بن عمرو ، ثنا أبو عاصم ، عن عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، بمعناه في الهمس.

                                                                                                                                                                                          وقال الفريابي: ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله: لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا ، قال: لا حجة لي.

                                                                                                                                                                                          وبه، في قوله اشدد به أزري ، قال: ظهري. وفي قوله: ويذهبا بطريقتكم المثلى ، قال: الأمثل.

                                                                                                                                                                                          قوله فيه: وقال ابن عباس: بقبس ضلوا الطريق، وكانوا شاتين، فقال: إن لم أجد عليها من يهدي الطريق آتكم بنار توقدون.

                                                                                                                                                                                          قال سعيد بن عبد الرحمن ، عن ابن عيينة في تفسيره، بالإسناد المتقدم إليه [ ص: 255 ]

                                                                                                                                                                                          قريبا، عن أبي سعد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، في قوله لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى : (قال) من يهدي الطريق.

                                                                                                                                                                                          وبه، في قوله لعلي آتيكم منها بقبس أو جذوة من النار، لعلكم تصطلون. قال ابن عباس: ضلوا الطريق وكانوا شاتين، فلما رأى النار، قال: لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى أهتدي به الطريق، فإن لم أجد أحدا يهدي آتيكم بنار تستدفئون بها.

                                                                                                                                                                                          قوله فيه: وقال ابن عيينة (أمثلهم): أعدلهم.

                                                                                                                                                                                          وبالسند إلى سعيد بن عبد الرحمن ، قال: قال سفيان هو ابن عيينة ، في قوله: أمثلهم طريقة ، قال: أعدلهم طريقة.

                                                                                                                                                                                          قوله فيه: وقال ابن عباس: هضما لا يظلم فيهضم من حسناته، عوجا : واديا. أمتا : رابية. سيرتها : حالتها الأولى. النهى : التقى. ضنكا : الشقاء. هوى : شقي. المقدس : المبارك. طوى : اسم الوادي. بملكنا : بأمرنا. وقال مجاهد: مكانا سوى : منتصف بينهم. يبسا : يابسا. على قدر : على موعد. ولا تنيا : تضعفا. يفرط : عقوبة.

                                                                                                                                                                                          قال ابن أبي حاتم: ثنا أبي، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي ابن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، في قوله فلا يخاف ظلما قال: لا يخاف ابن آدم يوم القيامة أن يظلم، فيزاد في سيئاته.

                                                                                                                                                                                          وبه، في قوله: لا ترى فيها عوجا ، يقول: واديا.

                                                                                                                                                                                          وفي قوله: ولا أمتا يقول: رابية.

                                                                                                                                                                                          [ ص: 256 ] وبه، في قوله: سيرتها الأولى ، يقول: حالتها الأولى.

                                                                                                                                                                                          وقال ابن جرير: ثنا علي هو ابن داود: ثنا عبد الله بن صالح ، ثنا معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، في قوله: إن في ذلك لآيات لأولي النهى . قال: التقى.

                                                                                                                                                                                          وقال ابن أبي حاتم: ثنا أبي، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، في قوله معيشة ضنكا قال: الشقاء.

                                                                                                                                                                                          وبه، في قوله: هوى ، يقول: شقي.

                                                                                                                                                                                          وبه، في قوله المقدس ، يقول: المبارك.

                                                                                                                                                                                          وبه، في قوله: طوى ، يقول: اسم الوادي.

                                                                                                                                                                                          وبه، في قوله: بملكنا ، قال: بأمرنا.

                                                                                                                                                                                          وأما تفاسير مجاهد ، فقال الفريابي: ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله مكانا سوى ، قال: منتصف بينهم.

                                                                                                                                                                                          وفي قوله: فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا ، قال: يابسا.

                                                                                                                                                                                          وفي قوله: ثم جئت على قدر يا موسى ، قال: على موعد.

                                                                                                                                                                                          [ ص: 257 ] وفي قوله: ولا تنيا في ذكري ، قال: لا تضعفا.

                                                                                                                                                                                          وفي قوله: إننا نخاف أن يفرط علينا ، قال: أن يفرط علينا من عقوبة.

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية