الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          قوله في [34] سبإ.

                                                                                                                                                                                          وقال مجاهد: لا يعزب : لا يغيب. العرم : السد. ماء أحمر أرسله الله في السد. فشقه وهدمه، وحفر الوادي، فارتفعتا عن الجنبتين، وغاب عنهما الماء فيبستا، ولم يكن الماء الأحمر من السد، ولكنه كان عذبا أرسله الله عليهم، من حيث شاء.

                                                                                                                                                                                          وقال عمرو بن شرحبيل: العرم: المسناة بلحن أهل اليمن.

                                                                                                                                                                                          [ ص: 288 ] أما قول مجاهد ، فقال الفريابي: ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله لا يعزب عنه مثقال ذرة  ، قال: لا يغيب عنه.

                                                                                                                                                                                          وبه، في قوله سيل العرم ، قال: سد ماء أحمر، أرسله الله في السد -إلى آخره- لكن قال في آخره: أرسل عليهم. ولم يقل: "من حيث شاء".

                                                                                                                                                                                          وأما قول عمرو بن شرحبيل ، فقال سعيد بن منصور في السنن: ثنا شريك ، عن أبي إسحاق ، عن أبي ميسرة وهو عمرو بن شرحبيل ، قال: العرم المسناة بلحن أهل اليمن.

                                                                                                                                                                                          قوله فيه: وقال مجاهد نجازي : نعاقب. أعظكم بواحدة : بطاعة الله. مثنى وفرادى : واحد واثنين. التناوش : الرد من الآخرة إلى الدنيا وبين ما يشتهون من مال أو ولد أو زهرة. بأشياعهم : بأمثالهم. وقال ابن عباس: كالجوابي، وكالجوبة من الأرض. الخمط: الأراك. والأثل: الطرفاء. والعرم: الشديد.

                                                                                                                                                                                          أما قول مجاهد ، فقال الفريابي: ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله وهل نجازي إلا الكفور ؟ قال: هل نعاقب.

                                                                                                                                                                                          [ ص: 289 ] وفي قوله إنما أعظكم بواحدة ، قال: بطاعة الله.

                                                                                                                                                                                          وفي قوله أن تقوموا لله مثنى وفرادى ، قال: اثنين وواحد.

                                                                                                                                                                                          وبه، في قوله وأنى لهم التناوش من مكان بعيد ، قال: الرد من مكان بعيد، قال: من الآخرة إلى الدنيا.

                                                                                                                                                                                          وفي قوله وحيل بينهم وبين ما يشتهون ، قال: من مال أو ولد، كما فعل بأشياعهم من قبل، قال: الكفار من قبلهم.

                                                                                                                                                                                          وأما قول ابن عباس ، فتقدم ذكر الجوبة في أحاديث الأنبياء.

                                                                                                                                                                                          وقال ابن أبي حاتم: ثنا أبي، ثنا أبو صالح ، ثنا معاوية بن صالح ، حدثني علي ابن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، في قوله أكل خمط يقول: الأراك.

                                                                                                                                                                                          وبه، قال: وأثل : الطرفاء.

                                                                                                                                                                                          وبه، قال: العرم : الشديد.

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية