الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          قوله في: [37] الصافات.

                                                                                                                                                                                          وقال مجاهد: ويقذفون بالغيب من مكان بعيد : من كل مكان. ويقذفون من كل جانب : يرمون. واصب : دائم. لازب : لازم. تأتوننا عن اليمين : يعني الجن الكفار تقول للشيطان. غول : وجع بطن. ينزفون : لا تذهب عقولهم. قرين : شيطان. يهرعون كهيئة الهرولة. يزفون : النسلان في المشي. وبين الجنة نسبا قال: كفار قريش: الملائكة بنات الله. وأمهاتهم بنات سروات الجن.

                                                                                                                                                                                          [ ص: 293 ] قال: الله ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون : ستحضر للحساب. وقال ابن عباس: لنحن الصافون : الملائكة. صراط الجحيم سواء الجحيم: وسط الجحيم. لشوبا : يخلط طعامهم ويساط بالحميم. مدحورا : مطرودا. بيض مكنون : اللؤلؤ المكنون. وتركنا عليه في الآخرين :يذكر بخير. يستسخرون : يسخرون. بعلا : ربا. الأسباب : السماء.

                                                                                                                                                                                          أما أقوال مجاهد ، فقال الفريابي: ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله ويقذفون بالغيب من مكان بعيد   : قولهم هو ساحر، هو كاهن، بل هو ساحر.

                                                                                                                                                                                          وبه، في قوله إنا خلقناهم من طين لازب ، قال: لازم، وبه، في قوله إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين ، قال: الكفار يقولونه للشياطين.

                                                                                                                                                                                          وبه، في قوله إني كان لي قرين ، قال: شيطان.

                                                                                                                                                                                          وفي قوله: فهم على آثارهم يهرعون ، قال: كهيئة الهرولة.

                                                                                                                                                                                          [ ص: 294 ] وقال عبد بن حميد: ثنا روح ، عن شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد: فأقبلوا إليه يزفون ، قال: الوزيف النسلان.

                                                                                                                                                                                          وبه، عن مجاهد، في قوله ويقذفون ، قال: يرمون. من كل جانب دحورا ، قال: مطرودين. وباقي ذلك في بدء الخلق.

                                                                                                                                                                                          وأما أقوال ابن عباس ، فتقدمت في بدء الخلق، إلا قوله بيض مكنون وما بعده.

                                                                                                                                                                                          قال ابن أبي حاتم: ثنا أبي، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي ابن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، في قوله بيض مكنون  ، يقول اللؤلؤ المكنون.

                                                                                                                                                                                          وبه، في قوله وتركنا عليه في الآخرين ، يقول: لسان صدق للأنبياء كلهم.

                                                                                                                                                                                          وقال ابن أبي حاتم: ثنا الحسن بن محمد بن شيبة الواسطي ، ثنا يزيد ، ثنا شريك ، عن عطاء بن السائب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، "أنه أبصر رجلا يسوق بقرة، قال: فقال: من بعل هذه؟ قال: فدعاه، فقال: ممن أنت؟ قال: من أهل اليمن، قال: هي لغة (أتدعون بعلا) أي ربا".

                                                                                                                                                                                          [ ص: 295 ] ورواه إبراهيم الحربي ، في غريبه، عن إسحاق بن إسماعيل ، عن وكيع ، عن شريك ، ولفظه عن ابن عباس: أتدعون بعلا ، قال: ربا.

                                                                                                                                                                                          وقال ابن جرير: حدثني علي ، ثنا عبد الله ، حدثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله فليرتقوا في الأسباب ، يقول: في السماء.

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية