الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          قوله في [81] إذا الشمس كورت.

                                                                                                                                                                                          وقال الحسن: سجرت : يذهب ماؤها، فلا يبقى منه قطرة.

                                                                                                                                                                                          وقال مجاهد: (المسجور): المملوء.

                                                                                                                                                                                          أما قول الحسن ، فتقدم في الطور.

                                                                                                                                                                                          وأما قول مجاهد ، فتقدم في بدء الخلق أنه فسره بالموقد، وكذا تقدم في تفسير سورة الطور، عنه، أنه، قال: المسجور الموقد. وإنما فسره بالمملوء قتادة.

                                                                                                                                                                                          قال إبراهيم الحربي ، في غريبه: ثنا أحمد بن نيزك ، عن الخفاف ، ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال: المسجور: الممتلئ.

                                                                                                                                                                                          قوله فيه: وقال عمر: "النفوس زوجت": يزوج نظيره من أهل الجنة والنار، ثم قرأ احشروا الذين ظلموا وأزواجهم .

                                                                                                                                                                                          قال ابن مردويه في تفسيره: ثنا أبو عمرو هو ابن حكيم ، ثنا محمد بن عبد الوهاب ، ثنا آدم ، ثنا حماد بن سلمة ، ثنا سماك بن حرب ، سمعت النعمان بن بشير ، سمعت عمر بن الخطاب ، يقول: في قوله وإذا النفوس زوجت  فسكتوا، فقال عمر: لكني أعرفه، هو الرجل يزوج نظيره من أهل الجنة، والرجل [ ص: 362 ] يزوج نظيره من أهل النار. يوم القيامة، ثم قرأ احشروا الذين ظلموا وأزواجهم .

                                                                                                                                                                                          قرأت على عمر بن محمد ، أنا علي بن أبي بكر ، أن علي بن أحمد ، أخبره: عن أحمد بن محمد التيمي ، أنا الحسن بن أحمد ، أنا أحمد بن عبد الله ، ثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أبو يحيى الزهري ، ثنا سهل بن عثمان ، ثنا أبو الأحوص ، عن سماك بن حرب ، عن النعمان بن بشير ، قال: سئل عمر ، عن قول الله، عز وجل، وإذا النفوس زوجت ، قال: يقرن بين الرجل الصالح، مع الرجل الصالح في الجنة، ويقرن بين الرجل السوء، مع الرجل السوء في النار.

                                                                                                                                                                                          رواه عبد في تفسيره، والحاكم من حديث الثوري ، وإسرائيل جميعا، عن سماك نحوه. وكذا رواه شريك ، عن سماك. وإسناده صحيح. وخالفهم الوليد بن أبي ثور ، فرواه عن سماك ، عن النعمان ، عن النبي، صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية