الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          قوله: [12] باب قول الله تعالى: أحل لكم صيد البحر .

                                                                                                                                                                                          وقال عمر: صيده ما اصطيد، وطعامه ما رمى به، وقال أبو بكر: الطافي [ ص: 506 ]

                                                                                                                                                                                          حلال. وقال ابن عباس: طعامه ميتته، إلا ما قذرت منها. والجري لا تأكله اليهود، ونحن نأكله. وقال شريح ، صاحب النبي، صلى الله عليه وسلم: كل شيء في البحر مذبوح.  وقال عطاء: أما الطير فأرى أن تذبحه. وقال ابن جريج: قلت لعطاء: صيد الأنهار، وقلات السيل، أصيد بحر هو ؟ قال نعم. ثم تلا هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا .

                                                                                                                                                                                          أما قول عمر ، فقرأت على عبد الله بن عمر ، عن زينب بنت الكمال، عن عجيبة، أن مسعود بن الحسن ، كتب إليهم.، أنا أبو بكر السمسار. ، أنا أبو إسحاق بن خرشيذ قوله، ثنا الحسين بن إسماعيل ، ثنا محمود بن خداش ، ثنا هشيم. ، أنا عمر بن أبي سلمة ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال: "لما كنت بالبحرين فسألوني عما قذف البحر، قال فأفتيتهم أن يأكلوا، قال لو أفتيتهم بغير ذلك لعلوتك بالدرة، ثم قال: إن الله قال في كتابه: أحل لكم صيد البحر وطعامه ، فصيده ما صيد، وطعامه ما قذف به.

                                                                                                                                                                                          رواه عبد بن حميد في تفسيره: عن عمرو بن عون ، عن هشيم فوقع لنا بدلا عاليا.

                                                                                                                                                                                          ورواه البخاري في تاريخه: عن عارم ، عن أبي عوانة ، عن عمر بن أبي سلمة ، به.

                                                                                                                                                                                          وأما قول أبي بكر ، فأخبرنا به عمر بن محمد بن أحمد. ، أنا أبو بكر بن أحمد بن أبي محمد. ، أنا علي بن أحمد السعدي ، عن عبد الله بن عمر الفقيه ، أن الفضل بن محمد ، أخبره: أنا أبو منصور النوقاني ، ثنا أبو الحسن بن علي بن عمر ، ثنا أبو بكر النيسابوري ، ثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم ، ثنا عبد الرحمن بن مهدي ح.

                                                                                                                                                                                          وثنا أبو بكر ، حدثني يوسف بن سعيد ، ثنا أبو نعيم ، قالا: ثنا سفيان ، عن عبد [ ص: 507 ] الملك بن أبي بشير ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال: أشهد على أبي بكر أنه قال: "السمكة الطافية حلال لمن أراد أكلها ".  

                                                                                                                                                                                          وبه، حدثنا محمد بن نوح ، ثنا هارون بن إسحاق ، ثنا وكيع ، ثنا سفيان به.

                                                                                                                                                                                          رواه ابن أبي شيبة ، عن وكيع.

                                                                                                                                                                                          ورواه أبو داود من حديث وهيب ، عن عبد الملك بن أبي بشير.

                                                                                                                                                                                          ورواه عبد بن حميد ، عن عمرو بن عون ، عن هشيم ، عن التيمي ، عن عكرمة ، نحوه وله طرق كثيرة.

                                                                                                                                                                                          وأما قول ابن عباس ، فقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا حاتم بن إسماعيل ، عن [حميد] بن صخر ، عن محمد بن كعب ، عن ابن عباس ، قال: في قوله: أحل لكم صيد البحر وطعامه ، قال: "ما ألقى البحر على ظهره ميتا ".

                                                                                                                                                                                          وقال ابن جرير في التفسير: حدثنا المثنى ، ثنا الضحاك بن مخلد ، عن ابن جريج ، أخبرني أبو بكر بن حفص بن أبي عمر بن سعد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، في قوله: وطعامه متاعا لكم ، قال: طعامه ميتته   [ ص: 508 ] .

                                                                                                                                                                                          وقد وقع لي من حديث الضحاك بن مخلد ، عاليا: قرأت على أحمد بن الحسن ، أن يحيى بن يوسف ، أخبرهم، عن علي بن سلامة ، أن السلفي ، أخبرهم: أنا أبو الخطاب بن البطر. ، أنا أبو الحسن بن رزقويه. ، أنا إسماعيل الصفار ، ثنا محمد بن سنان القزاز ، ثنا أبو عاصم هو الضحاك بن مخلد ، عن ابن جريج ، عن أبي بكر بن حفص ، عن عكرمة عن ابن عباس ، مثله.

                                                                                                                                                                                          وقرأت على عبد القادر بن محمد بن علي ، أخبركم أحمد بن علي بن الحسن ، أن محمد بن إسماعيل ، أخبره.، أنا علي بن حمزة. ، أنا أبو القاسم الكاتب. ، أنا محمد بن محمد بن إبراهيم. ، أنا محمد بن عبد الله الشافعي ، ثنا موسى بن هارون. ، أنا يحيى بن عبد الحميد ، ثنا وكيع ، ثنا سفيان ، عن سليمان التيمي ، عن أبي مجلز ، عن ابن عباس ، قال: طعامه ما لفظ به.

                                                                                                                                                                                          وقال عبد الرزاق: أنا الثوري ، عن عبد الكريم الجزري ، عن عكرمة ، عن ابن عباس "أنه سئل عن الجري، فقال: لا بأس به، إنما هو شيء كرهته يهود ".

                                                                                                                                                                                          وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا وكيع ، ثنا سفيان ، ثنا عبد الكريم ، عن عكرمة ، قال: سألت ابن عباس عن الجري ، فقال لا بأس به، إنما تحرمه اليهود، ونحن نأكله.

                                                                                                                                                                                          وأما قول شريح ، وعطاء ، فقرأت على خديجة بنت الشيخ أبي إسحاق بن سلطان، أخبركم القاسم بن مظفر بن عساكر ، إجازة إن لم يكن سماعا، عن محمود بن إبراهيم ، أن محمد بن أحمد بن عمر ، أخبرهم: أنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق. ، أنا أبي. ، أنا أحمد بن محمد بن إبراهيم ، ثنا عبيد بن شريك ، ثنا عبد الوهاب بن نجدة ، ثنا شعيب بن إسحاق ح. قال محمد بن إسحاق ، وأنا علي بن محمد بن [ ص: 509 ] نصر ، ثنا معاذ بن المثنى ، ثنا مسدد ، ثنا يحيى بن سعيد ، جميعا عن ابن جريج ، عن عمرو بن دينار ، وأبي الزبير ، أنهما سمعا شريحا ، رجلا أدرك النبي، صلى الله عليه وسلم، يقول كل شيء في البحر مذبوح. قال: فذكرت ذلك لعطاء ، فقال: أما الطير فأرى أن يذبحه.

                                                                                                                                                                                          رواه البخاري في التاريخ: عن مسدد ، به.

                                                                                                                                                                                          وقد روي مرفوعا: رويناه في السنن للدارقطني ، ولا يصح وقفه كما بينته في ترجمة شريح من معرفة الصحابة.

                                                                                                                                                                                          وأما قول ابن جريح ، عن عطاء ، فقال عبد الرزاق في مصنفه: أنا ابن جريج ، بهذا سواء.

                                                                                                                                                                                          ورواه الفاكهي في "أخبار مكة " عن سعيد بن عبد الرحمن ، عن عبد المجيد بن أبي رواد ، عن ابن جريج ، قال سألت عطاء عن ابن الماء، أصيد بر أم صيد بحر ؟ وعن أشباهه ؟ فقال حيث يكون أكثر فهو صيده، قال: وسأله إنسان عن حيتان بركة القشيري - وهي بئر عظيمة في الحرم - أتصاد ؟ قال: نعم: قال: وسألته عن صيد الأنهار وقلات المياه، أليس من صيد البحر ؟ قال: بلى، وتلا هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا .

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية