الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          [ ص: 21 ] وقرأته - عاليا أيضا - على عبد الله بن عمر ، عن زينب بنت الكمال ، أن يوسف بن خليل الحافظ ، كتب إليهم، أنا خليل بن بدر ، أنا الحسن بن أحمد ، أنا أبو نعيم ، ثنا أبو القاسم الطبراني ، ثنا بكير بن سهل ، ثنا عبد الله بن صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن حاتم بن حريث ، عن مالك بن أبي مريم ، عن عبد الرحمن بن غنم ، عن أبي مالك الأشعري ، عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم ، قال: ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها  ، وتضرب على رؤوسهم المعازف، يخسف الله بهم الأرض، ويجعل منهم قردة وخنازير . لفظ عبد الله بن صالح .

                                                                                                                                                                                          رواه البخاري في تاريخه: عن عبد الله بن صالح ، فوافقناه فيه بعلو.

                                                                                                                                                                                          وفي رواية زيد بن الحباب ، عن معاوية ، عن حاتم ، عن مالك بن أبي مريم ، قال: كنا عند عبد الرحمن بن غنم ، ومعنا ربيعة الجرشي ، فذكروا الشراب، فقال عبد الرحمن بن غنم ، حدثني أبو مالك ، فذكر الحديث، وقال فيه: تغدو عليهم القيان، وتروح عليهم المعازف . والباقي نحوه.

                                                                                                                                                                                          رواه الإمام أحمد ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، في مسنديهما: عن زيد بن الحباب ، ولم يذكر القصة، فوقع لنا موافقة عالية.

                                                                                                                                                                                          ورواه أبو داود أيضا، وغيره من حديث معاوية ، أيضا.

                                                                                                                                                                                          وله طريق أخرى، عن أبي مالك الأشعري : قال البخاري في تاريخه: قال لي سليمان بن عبد الرحمن ، ثنا الجراح بن مليح الحمصي ، ثنا إبراهيم بن ذي حماية ، عمن أخبره، عن أبي مالك الأشعري - أو أبي عامر - سمعت النبي، صلى الله عليه وسلم به.

                                                                                                                                                                                          [ ص: 22 ] قال البخاري : وإنما يعرف هذا، عن أبي مالك الأشعري ، ثم ساقه، عن عبد الله بن صالح كما أوردناه.

                                                                                                                                                                                          قلت: وله شاهد من حديث عوف بن مالك : رواه الطبراني في مسند الشاميين. ومن حديث أبي هريرة : رواه مسدد في مسنده الكبير. ومن حديث أبي أمامة ، وابن عمر ، (وغيرهم).

                                                                                                                                                                                          وهذا حديث صحيح، لا علة له، ولا مطعن له، وقد أعله أبو محمد بن حزم بالانقطاع بين البخاري ، وصدقة بن خالد ، وبالاختلاف في اسم أبي مالك وهذا كما تراه قد سقته من رواية تسعة، عن هشام ، متصلا فيهم، مثل الحسن بن سفيان وعبدان ، وجعفر الفريابي ، وهؤلاء حفاظ أثبات.

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية