الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          قوله في: [10] باب الباذق.

                                                                                                                                                                                          ورأى عمر ، وأبو عبيدة ، ومعاذ شرب الطلاء  على الثلث. وشرب أبو جحيفة والبراء على النصف. وقال ابن عباس : اشرب العصير ما دام طريا، وقال عمر : وجدت من عبيد الله ريح شراب، وأنا سائل عنه، فإن كان يسكر جلدته.

                                                                                                                                                                                          وأما قول عمر ، فقال مالك في الموطأ: عن داود بن الحصين ، عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ ، وعن سلمة بن عوف بن سلامة ، أخبراه عن محمود بن لبيد الأنصاري ، أن عمر بن الخطاب ، حين قدم الشام ، شكا إليه أهل الشام وباء الأرض وثقلها، وقالوا: لا يصلحنا إلا هذا الشراب. فقال عمر : اشربوا العسل، فقالوا: لا يصلحنا العسل، فقال رجل من أهل الأرض: هل لك أن نجعل لك من هذا الشراب شيئا لا يسكر، فقال: نعم، فطبخوه حتى ذهب منه الثلثان، وبقي الثلث، فأتوا به عمر ، فأدخل عمر فيه إصبعه ثم رفع يده، فتبعها يتمطط، فقال: هذا الطلاء مثل طلاء الإبل، فأمرهم عمر أن يشربوه.

                                                                                                                                                                                          [ ص: 24 ] وقال سعيد بن منصور ، في السنن، ثنا إسماعيل بن إبراهيم ، ثنا سليمان التيمي ، عن أبي مجلز ، عن عامر بن عبد الله ، قال: كتب عمر إلى عمار ، أما بعد، فإنه جاءتني عير تحمل شرابا أسود، كأنه طلاء الإبل فذكروا أنهم يطبخونه حتى يذهب ثلثاه الأخبثان: ثلث بريحه، وثلث ببغيه فمر من قبلك أن يشربوه.

                                                                                                                                                                                          قال: وثنا خالد بن عبد الله ، ثنا داود بن أبي هند ، عن سعيد بن المسيب : أن عمر أحل من الشراب ما طبخ، فذهب ثلثاه، وبقي ثلثه .

                                                                                                                                                                                          ورواه ابن أبي شيبة بمعناه، عن عبد الرحيم بن سليمان ، عن داود به.

                                                                                                                                                                                          وقال سعيد بن منصور فيه أيضا: ثنا إسماعيل بن إبراهيم ، ثنا هشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين ، عن عبد الله بن يزيد الخطمي ، قال: كتب إلينا عمر : أن اطبخوا شرابكم حتى يذهب نصيب الشيطان منه، فإن للشيطان اثنين، ولكم واحدة.

                                                                                                                                                                                          قرأته - عاليا - على إبراهيم بن أحمد ، عن أحمد بن أبي طالب ، سماعا، أن عبد اللطيف" محمد بن علي ، كتب إليهم: أنا أبو زرعة طاهر بن محمد ، أنا عبد الرحمن بن حمد ، أنا أحمد بن الحسين ، أنا أبو بكر بن السني ، أنا أحمد بن شعيب ، أنا سويد ، أنا عبد الله ، عن هشام ، عن ابن سيرين .

                                                                                                                                                                                          هذا إسناد صحيح وله طرق كثيرة، عن عمر .

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية