الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          [ ص: 25 ] وأما رأي معاذ ، وأبي عبيدة ، فأنبئت عمن سمع يوسف بن خليل الحافظ ، أن محمد بن أحمد بن نصر ، أخبره: أنا الحسن بن أحمد ، أنا أحمد بن عبد الله ، ثنا حبيب بن الحسن ، ثنا أبو مسلم الكشي ، ثنا عبد الرحمن بن حماد الشعيثي ، ثنا سعيد ، عن قتادة ، عن أنس ، أن أبا عبيدة بن الجراح ، ومعاذ بن جبل ، قال: وأظن أبا طلحة معهم كانوا يشربون بالشام من الطلاء، مما طبخ على الثلث   .

                                                                                                                                                                                          رواه ابن أبي شيبة في مصنفه: عن علي بن مسهر ، عن سعيد به، ولم يشك في أبي طلحة . وسنده صحيح.

                                                                                                                                                                                          ورواه سعيد بن منصور : عن إسماعيل بن إبراهيم ، عن سعيد بن أبي عروبة ، به وزاد: ما طبخ على الثلث إذا ذهب ثلثاه وبقي ثلثه.

                                                                                                                                                                                          وأما رأي أبي جحيفة ; فقال أبو بكر بن أبي شيبة : ثنا وكيع ، عن طلحة ، عن حصين ، قال: رأيت ( أبا جحيفة ) يشرب الطلاء على النصف.

                                                                                                                                                                                          وأما رأي البراء ، فقال أبو بكر بن أبي شيبة : ثنا محمد بن فضيل ، عن محمد بن أبي عمرة ، عن عدي بن ثابت ، عن البراء : أنه كان يشرب الطلاء على النصف.

                                                                                                                                                                                          وأما قول ابن عباس ; فقرأت على إبراهيم بن أحمد ، بالسند المتقدم آنفا، إلى أحمد بن شعيب : أنا سويد ، أنا عبد الله ، عن أبي يعفور السلمي ، عن أبي ثابت الثعلبي ، قال كنت عند ابن عباس ، فجاءه رجل، فسأله عن العصير، فقال [ ص: 26 ] اشربه ما كان طريا، قال: إني طبخت شراباـ وفي نفسي منه، قال: كنت شاربه قبل أن تطبخه ؟ قال: لا، قال: فإن النار لا تحل شيئا قد حرم. هكذا أخرجه النسائي .

                                                                                                                                                                                          وأما قصة عمر مع ابنه عبيد الله ، فقال مالك في الموطأ، عن ابن شهاب ، عن السائب بن يزيد ، أنه أخبره: أن عمر بن الخطاب خرج عليهم فقال: إني وجدت من فلان ريح شراب، فزعم أنه شرب الطلاء، وإني سائل عما شرب، فإن كان يسكر جلدته، فجلده عمر الحد تاما . كذا رواه ولم يسمه.

                                                                                                                                                                                          ورواه النسائي : عن الحارث بن مسكين ، عن ابن القاسم ، عن مالك .

                                                                                                                                                                                          ورواه سعيد بن منصور : عن ابن عيينة ، عن الزهري ، سمع السائب بن يزيد ، يقول: قال عمر على المنبر: ذكر لي أن عبيد الله" عمر وأصحابه شربوا شرابا، وأنا سائل عنه، فإن كان يسكر حددتهم، قال سفيان : فأخبرني معمر ، عن الزهري ، عن السائب ، قال: فرأيت عمر يحدهم .

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية